ما هي البارانويا العاطفية؟

البارانويا العاطفية هي حالة نفسية نادرة، يشعر فيها المصاب بالتهديد والخطر من الآخرين، ويعتقد أن كل من حوله يضرب المكائد والأكاذيب ضده، دون وجود دليل على صحة هذه المعتقدات. يمكن أن ترتبط حالات البارانويا بالعديد من الحالات النفسية الأخرى، وإذا تفاقمت الحالة فإنه يمكن أن يصبح المريض مقتنعاً بالأفكار غير العقلانية إلى حد الثبات الذي يصعب عليه التراجع عنها، ولا يستجيب لأي دليل ينفي معتقداته.

تأثير البارانويا على العلاقات العاطفية

تكون العلاقة العاطفية بين الطرفين مليئة بالتوتر والشك إذا كان أحدهما يعاني من البارانويا العاطفية، وقد يتعرض الطرف الآخر للإهانات اللفظية وعدم تقدير المشاعر من قِبل الطرف المصاب، وذلك لأن المصاب يعتقد أنه على حق دائمًا ويوجه الاتهامات والشكوك نحو الطرف الآخر باستمرار.

ويمكن أن يؤدي سلوك المصاب المليء بالغيرة والسيطرة إلى صعوبة الحفاظ على العلاقات العاطفية والروابط الاجتماعية الأخرى، مما يجعل العلاقة بين الطرفين تسوء وتتفكك. لذلك، يحتاج المصاب بالبارانويا العاطفية إلى علاج نفسي يساعده على التحكم في اضطرابه وتحسين علاقاته الاجتماعية.

إقرئي أيضا : علاج متلازمة جوسكا

أعراض البارانويا العاطفية

أبرز ما يميز البارانويا العاطفية هو القلق الشديد أو الشعور بالخوف والأفكار التي تجعل المصاب يشعر بأنه محاط بالاضطهاد أو التهديد أو المؤامرة، ويمكن تفسير أعراض جنون العظمة الأخرى على النحو التالي:

• يقظة مفرطة ومستعد دائمًا لأي تهديد.
• مشاعر الخوف والغضب والخيانة.
• صعوبة في تحمل الآخرين.
• السلوك الدفاعي.
• الخوف من التعرض للخداع أو الاستغلال.
• الارتياب الشديد وغير المنطقي أو الشك في الآخرين.
• توتر مستمر وعدم القدرة على الراحة والاسترخاء بسهولة.
• الكثير من القتال مع الآخرين.

سبب الإصابة بالبارانويا العاطفية

السبب الدقيق للبارانويا العاطفية غير معروف، ولكن هناك العديد من النظريات والتفسيرات والعوامل المختلفة التي يمكن أن تعزى إلى حدوث البارانويا مثل:

• الطريقة التي يفكر بها الشخص ، مثل التفكير كثيرًا فيما يقوله الآخرون، أو تحليل المواقف التي تحدث كثيرًا.
• التجارب المقلقة والمرهقة نفسياً التي مررت بها سابقاً، والتي بسببها يفضل الفرد العيش في عزلة عن الآخرين.
• تعرض الفرد لصدمة نفسية في الماضي.
• يعاني الشخص من مشاكل نفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
• الأمراض العصبية مثل مرض هنتنغتون ومرض باركنسون والسكتة الدماغية ومرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف.
• المشاكل والصدمات التي تعرض لها الفرد في طفولته والتي تجعله متشككًا في الآخرين مثل التنمر في المدرسة والمشكلات الأسرية وما إلى ذلك.
• قلة النوم.
• تعاطي المخدرات والكحول.
• الاستعداد الوراثي والمشاكل الوراثية.

علاج البارانويا العاطفية

يجب على المصاب بالبارانويا أن يعمل على الالتزام بالعلاج والحضور إلى جلسات العلاج المقرّرة، وأن يتحلّى بالصبر والتعاون مع الطبيب النفسي أو الأخصائي المعالج، وإبداء الصراحة والنزاهة في تقديم المعلومات اللازمة لتحديد التشخيص الصحيح وتطوير الخطة العلاجية الفعّالة.

يمكن أن يستغرق العلاج النفسي والدوائي للبارانويا وقتًا طويلاً، ولكن بالإمكان التغلب على البارانويا وتخفيف الأعراض بشكل كبير إذا تمّت المعالجة بشكلٍ صحيح وفقًا للتشخيص الصحيح واستمرار العلاج المناسب.

إقرئي أيضا : ما معنى جنون الارتياب (البارانويا)؟