4 طرق لعلاج الوسواس القهري

يعرف اضطراب الوسواس القهري، أو ما يعرف اختصاراً بـ(OCD)، بأنه اضطراب نفسي شائع يتسبب في حالة متكررة من الأفكار والأعمال التي لا يمكن التحكم بها. والتي قد تأخذ شكل الأفكار أو الصور أو الدوافع غير المرغوب فيها، والتي تثير التوتر والمشاعر المؤلمة لدى الفرد. وبسبب هذه الأعراض، يلجأ الشخص المصاب بـ(OCD) إلى القيام بسلوكيات لتخفيف هذا التوتر، والتي قد تشمل القيام بأفعال متكررة ومحددة. وهذه السلوكيات تستهلك الكثير من الوقت وتؤثر بشكلٍ سلبي على حياته اليومية ونشاطاتها. ويهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على علاج الوسواس القهري.

علاج الوسواس القهري

تعد الخطة العلاجية الفعالة للوسواس القهري، تشمل العلاج الدوائي، النفسي، أو كلاهما معًا. وعلى الرغم من فعالية العلاج واستجابة معظم المرضى، فإن البعض لا يزالون يعانون من الأعراض بشكل مستمر. ويتطلب ذلك اهتمامًا خاصًا في حال وجود اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب والقلق. وبعد تلقي العلاج المناسب، يلاحظ المرضى تحسنًا في نوعية حياتهم وزيادة في إنتاجيتهم خلال العمل أو الدراسة، بالإضافة إلى تحسن العلاقات الاجتماعية والاستمتاع بالأنشطة اليومية. سنوضح فيما يلي العلاج الخاص بالوسواس القهري بالتفصيل.

إقرئي أيضا : ما معنى جنون الارتياب (البارانويا)؟

1 – العلاج النفسي:

تعد العلاج النفسي أحدَ العلاجاتِ الفعَّالة والمصرَّح بها علميًا كعلاج للاضطرابِ الوسواسِ القهري. حيث تمَّ إثبات فعاليَّته في تخفيفِ شدَّةِ الأعراضِ وتكرارِ حدوثِها عند إتمامِ العلاجِ كاملًا. ويمثِّل العلاج النفسي علاجًا بالكلامِ لتغييرِ نمطِ التفكير، بما يساهمُ في مواجهةِ الأفكارِ والمخاوفِ القهريَّةِ دونَ الحاجةِ إلى تصحيحِها بالسلوكيَّاتِ الخارجةِ عنَ السيطرةِ. ويضمُّ العلاج النفسي للاضطرابِ الوسواسِ القهري العلاجَ السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يضمُّ بدورِهِ علاجًا سلوكيًّا يُدعى التعرض ومنعَ الاستجابة (ERP).

2 – طريقة العلاج السلوكي:

يتضمن العلاج السلوكي المعرفي للاضطراب الوسواسي القهري العمل على تحسين نمط التفكير السلبي الذي يرافق هذا الاضطراب. فعندما يعاني المريض من الوسواس، يميل إلى التفكير بالطريقة السلبية والتشاؤمية والتي تزيد من تأزم حالته، ولذلك يُعلم المريض كيفية تحديد هذه الأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية وأكثر تفاؤلاً.

3 – العلاج الدوائي:

قد يفسِّر الطبيب بعض الأدوية التي تعمل على استعادة توازن المواد الكيميائية في الدماغ، وتشمل ذلك الأدوية المضادة للاكتئاب المعروفة باسم “مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية” (SSRI)، والتي تساعد في التحكم بالأعراض المرتبطة بالاكتئاب، مثل الهواجس والأفكار القهرية. وينبغي على المريض أن يدرك أنه يحتاج لفترة تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر للاحظ تحسن حالته بعد بدء العلاج، حيث تحتاج هذه الأدوية إلى وقت للبدء في العمل. ومن بين الأمثلة الشائعة لهذه الأدوية:

• باروكستين أو باكيل.
• إسيتالوبرام أو ليكابرو.
• فلوكستين أو بروزاك.
• سيرترالين أو زولوفت.
• فلوفوكسامين أو لوفوكس.

4 – علاجات أخرى:

هناك خيارات أخرى يمكن استخدامها في حالة مقاومة العلاج وعدم قدرة العلاجات النفسية والدوائية وحدها للسيطرة على أعراض اضطراب الوسواس القهري، وتشمل هذه الخيارات:

• التحفيز العميق للدماغ: حيث يتم زرع أقطاب كهربائية في مناطق معينة من الدماغ لإنتاج نبضات كهربائية يمكن أن تساعد في تنظيم النبضات غير الطبيعية، تمت الموافقة على هذه التقنية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج اضطراب الوسواس القهري لدى البالغين من سن 18 عامًا فما فوق. التي لم تستجب للعلاج التقليدي.
• التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: هو إجراء غير جراحي يستخدم المجالات المغناطيسية لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ بهدف تحسين أعراض اضطراب الوسواس القهري، بشكل عام عندما تكون العلاجات التقليدية غير فعالة.
• برامج العيادات الخارجية المكثفة: هي برامج علاجية شاملة تستمر عادة لأسابيع وتعتمد على مبادئ العلاج السلوكي (EPR)، والتي تفيد الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة تمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية.

إقرئي أيضا : تجاهل الأفكار الوسواسية