ما هي صفات توحد آسبرجر؟

تعرف متلازمة آسبرجر، أو اضطراب آسبرجر، منذ فترة طويلة بوصفها مصطلحًا يستخدم لوصف اضطرابات سلوكية منفصلة ومميزة بذاتها. ومع ظهور مفهوم اضطراب طيف التوحد في الوقت الحالي، أصبحت متلازمة أسبرجر جزءًا من هذا الطيف، وهو مجموعة من اضطرابات التوحد المختلفة. تسبب متلازمة آسبرجر مشاكل في التواصل والسلوك الاجتماعي، وتعتبر إحدى الاضطرابات التي تظهر عادةً في سن مبكرة.

ما هي صفات توحد آسبرجر؟

تتميز متلازمة آسبرجر عن الاضطرابات الأخرى بمايلي:

  • يتميز الأفراد المصابون بمتلازمة أسبرجر بأن الأعراض المصاحبة للمتلازمة أقل شدة من تلك المصاحبة لاضطراب التوحد. يتميز المرضى المصابون بمتلازمة آسبرجر بنمو ذهني ولغوي سليم، ولا يوجد تأخر في عملية النطق أو أي مشاكل لغوية أخرى.
  • يتميز الأفراد المصابون بمتلازمة أسبرجر عن الاضطرابات السلوكية الأخرى بعدم وجود إعاقة ذهنية. قد يتميز المرضى المصابون بمتلازمة آسبرجر بمهارات مميزة، مثل وجود مهارات لفظية متطورة وقوية، إلى جانب مهارات غير لفظية ضعيفة في تفسير لغة الجسد وإشارات التواصل.
  • يتميز المرضى المصابون بمتلازمة أسبرجر بمعرفة شاملة وملمة حول مواضيع اهتمامهم، ولكن في الوقت نفسه يعانون من صعوبة في فهم العلامات الاجتماعية. فالمرضى المصابون بمتلازمة آسبرجر غير قادرين على فهم النكات والدعابات الاجتماعية.

أعراض متلازمة آسبرجر

من بين أبرز ملامح متلازمة آسبرجر، يتميز المرضى بالارتباك والرهاب الاجتماعي، وعدم القدرة على التصرف في المواقف الاجتماعية. هذه بعض الأعراض والعلامات التي تظهر عند أفراد يعانون من متلازمة آسبرجر:

1 – الأعراض الاجتماعية:

تظهر هذه العلامات والأعراض نتيجة التأثر بالتفاعلات الاجتماعية والعوامل الشخصية:

  • صعوبة في إقامة صداقات جديدة أو الحفاظ على الصداقات الحالية.
  • الانسحاب الاجتماعي والرغبة في العزلة وعدم الرغبة في المشاركة مع الآخرين.
  • ضعف التواصل البصري مع الأشخاص والميل للتحديق بهم لفترات طويلة.
  • صعوبة في فهم إشارات الجسد وتفسيرها لدى الآخرين.
  • صعوبة في استيعاب الدعابة والمزح.
  • التصرف بطرق غريبة أو غير اعتيادية.
  • صعوبة في التعبير عن المشاعر والتحكم بها.
  • الانشغال بمواضيع محددة أو الاهتمام المفرط بها.
  • الالتزام بجدول زمني روتيني صارم.

2 – المشاكل الكلامية واللغوية:

الأشخاص المصابين بمتلازمة آسبرجر يتميزون ببعض المشاكل اللغوية والكلامية التي تختلف عن تلك المرتبطة بالتوحّد. على عكس الأشخاص المصابين بالتوحّد، فإن الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر لا يعانون من تأخر في الكلام أو النطق أو القدرات اللغوية. ومع ذلك، هناك بعض السمات والصفات التي تؤثر على اللغة والكلام لدى هذه الفئة، ومنها:

  • اللغة الرسمية الشبيهة بلغة الرجل الآلي: يتحدث الأشخاص المصابين بمتلازمة آسبرجر بطريقة رسمية وميكانيكية بشكل دائم. قد يعتبرون اللغة نظامًا من القواعد الثابتة يجب اتباعها بدقة، ويتحدثون بأسلوب يشبه كلام الروبوتات أو الرجال الآلي.
  • الإيقاع الثابت في الكلام: يحافظ الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر على إيقاع ثابت أثناء الكلام. قد يتميزون بوضع الكلمات والعبارات بشكل ميكانيكي ومنتظم، وقد يكون لديهم صعوبة في التغيير في إيقاعهم أو سرعتهم اللغوية.
  • مشكلة في استخدام اللغة ضمن الحديث: يمكن أن يواجه الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر صعوبة في استخدام اللغة بشكل فعال ضمن الحديث. قد يحدث تحوّل مفاجئ من موضوع إلى آخر دون سابق إنذار أو انتقال سلس، مما يجعل الحوار غير مترابط أحيانًا.
  • الكلام العالي والمرتفع: قد يتحدث الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر بصوت مرتفع.

إقرئي أيضا : مرض الحبسة الكلامية

3 – الأعراض الجسدية:

يتواجد لدى الأفراد المصابين بمتلازمة أسبرجر مجموعة من المشاكل الجسدية التي تشمل ما يلي:

  • تأخر ملحوظ في التطور الحركي: يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة أسبرجر من تأخر في تطوير وتنمية المهارات الحركية.
  • الحساسية للضوضاء والروائح وبعض أنواع الطعام: يظهر لديهم تفاعل زائد تجاه المؤثرات الحسية مثل الضوضاء العالية، والروائح القوية، وبعض الأطعمة المحددة.
  • قصور وتراجع في المهارات البصرية والإدراكية: يواجه الأفراد صعوبة في تنمية وتحسين المهارات البصرية والإدراكية مثل التوازن، والأعمال اليدوية، والكتابة.
  • اتخاذ وضعيات غير مناسبة للجسم: يعرض الأفراد المصابون بالمتلازمة لاتخاذ وضعيات جسدية غير عادية أو غير ملائمة في الحركة والتفاعل الاجتماعي.
  • صعوبة في استخدام المهارات الحركية: يجد الأفراد صعوبة في اكتساب واستخدام المهارات الحركية المعقدة مثل ركوب الدراجة الهوائية أو القيام بحركات تتطلب إيقاعًا سريعًا.
  • اهتمام متوقّع بمواضيع محددة وروتينية: يلاحظ الأفراد المصابون بمتلازمة أسبرجر اهتمامًا مفرطًا بمواضيع معينة، وقد يصل هذا الاهتمام إلى درجة الهوس. يعتبرون مصادر حقيقية للمعرفة في هذه المواضيع ويفضلون الروتين ويكرهون التغيير.

4 – مشاكل السلوك المعرفي:

الأفراد المصابون بتوحد متلازمة أسبرجر يتميزون بمجموعة من الصفات والسمات أبرزها مايلي:

  1. يتمتع الأفراد المصابون بتوحد متلازمة أسبرجر بمستوى ذكاء يندرج ضمن المعدل الطبيعي، وفي بعض الحالات يصل إلى مستوى استثنائي يفوق المعدل العام، مما يجعلهم يشبهون الأشخاص ذوي الذكاء العالي.
  2. يواجهون صعوبة في بناء العلاقات الاجتماعية ويعانون من صعوبات في التفاعل مع الآخرين والتواصل معهم.
  3. يتميزون بذاكرة روتينية فائقة، حيث يمتلكون القدرة على تذكر التفاصيل والمعلومات بشكل استثنائي.
  4. يركزون بشكل مفرط على التفاصيل، ويمتلكون القدرة على استيعاب الأفكار الدقيقة وفهم الأفكار الأساسية والأهداف من وراء الموضوعات بشكل عميق.
  5. يتمتعون بقدرة استيعاب متميزة للمعلومات التقنية والتكنولوجية، ويتعاملون معها بسهولة ومرونة.
  6. يواجهون صعوبة في فهم الأفكار المجردة والمفاهيم الأكثر تجريدًا.

متى تبدأ أعراض توحد أسبرجر بالظهور؟

تبدأ أعراض اضطراب التوحّد (أسبرجر) في الظهور بعد عام ثالث من عمر الطفل، وتكون أكثر شيوعًا بين الذكور مقارنة بالإناث. ومن المرجح أن الصعوبات والتغيرات التي يواجهها الأشخاص المصابون بأسبرجر لا تظهر في هذه المرحلة العمرية، نظرًا لعدم حاجة الطفل لتلك المهارات في تلك المرحلة الزمنية. وبالتالي، فإن هذه العلامات والأعراض تظهر عادة في فترة المراهقة ومراحل البلوغ بعد أن يتفاعل الفرد مع البيئة والمجتمع المحيط به.

كيفية علاج متلازمة أسبرجر

تساعد المتابعة الجيدة للأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر وتعليمهم المهارات اللازمة على تحقيق نجاح مستدام في حياتهم. يتيح العلاج المناسب للأطفال المصابين بمتلازمة أسبرجر لهم تحقيق إنجازات وتقديم مساهمات في المجتمع والتعليم. تتضمن طرق العلاج المتبعة في متلازمة أسبرجر ما يلي:

1 – العلاجات السلوكية:

يتم تنفيذ العلاج السلوكي والمجتمعي لمتلازمة أسبرجر من خلال عدة طرق ومحاور مهمة. يركز العلاج على المحور التعليمي، والمحور العملي والمهني، والمحور السلوكي، بالإضافة إلى الدعم الأسري والمجتمعي. ويتطلب التدخل الفردي للتغلب على الصعوبات والمشاكل التي يواجهها الأفراد.

إحدى الخطوات الهامة في العلاج هي تدريب المرضى على المهارات الاجتماعية وتعليمهم كيفية التصرف الصحيح في المواقف الاجتماعية. يمكن أن يكون ذلك مفيدًا للتغلب على المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها مرضى متلازمة أسبرجر.

أيضًا، يتم العمل على تنظيم أنشطة للمرضى وتشجيعهم على المشاركة فيها، وذلك بهدف تقليل المشاكل الاجتماعية التي يواجهونها وتعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الدعم النفسي المناسب من قبل الأطباء النفسيين ضروريًا. يمكن الحصول على العلاج اللازم في حالات الغضب والانفعال والاكتئاب والتوتر، حيث يلعب الدعم النفسي دورًا كبيرًا في التغلب على المشاكل النفسية التي يعاني منها مرضى أسبرجر.

أخيرًا، يجب التركيز على التغلب على السلوكيات غير المرغوبة لدى مرضى أسبرجر، مثل العزلة وغيرها، من خلال زرع سلوكيات جديدة وتعزيزها. يمكن تحقيق ذلك من خلال التدريب والتوجيه السلوكي لتعزيز المهارات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي.

2 – العلاجات الدوائية:

على الرغم من عدم وجود علاج دوائي محدد لمتلازمة أسبرجر، إلا أن هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض من بينها مايلي:

  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية: تعمل هذه الأدوية على زيادة تواجد السيروتونين في الدماغ، والذي يعتقد أنه يلعب دورًا في تنظيم المزاج والسلوك. قد تساعد في تقليل بعض الأعراض النفسية والسلوكية المرتبطة بمتلازمة أسبرجر.
  • مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان: تستخدم هذه الأدوية في بعض الأحيان لمعالجة أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر التي قد تصاحب متلازمة أسبرجر. يمكن أن تساعد في تحسين المزاج وتقليل الانزعاج النفسي.
  • المنبهات: قد يتم استخدام المنبهات في بعض الحالات للتعامل مع أعراض النشاط المفرط وقلة التركيز التي قد تصاحب متلازمة أسبرجر. تعمل هذه الأدوية على زيادة اليقظة والتركيز، مما قد يساعد المرضى على التحكم في بعض السلوكيات النشطة.

مهم أن نذكر أن العلاج الدوائي يعتمد على حالة كل فرد، ويجب أن يتم استشارة الطبيب المختص لتحديد العلاج الأنسب للحالة الفردية.

إقرئي أيضا : علامات التوحد عند الرضيع في الشهر الثامن

المراجـــع   [+]
المراجع المعتمدة
1 - Asperger’s Syndrome2 - Asperger’s disorder3 - Asperger's Syndrome

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى