مرض الحبسة الكلامية

تعني الحبسة الكلامية عدم قدرة الفرد على التواصل والتعبير، بالإضافة إلى صعوبات في القراءة والكتابة، وتحدث نتيجة تضرر جزء من الدماغ المسؤول عن اللغة والكلام. يمكن أن تحدث بعد الإصابة بسكتة دماغية أو إصابة في الرأس، وقد تتطور تدريجياً بسبب أمراض عصبية أو أورام دماغية. ومهما كان سببها، فإن العلاجات التي تستهدف اللغة والنطق يمكن أن تساعد في تحسين الحبسة الكلامية حتى لو كانت دائمة.

أعراض الحبسة الكلامية

قد يعاني الأفراد الذين يعانون من الحبسة الكلامية من صعوبة في التواصل والتعبير، وتحدث صعوبات في النطق أو فهم لغة الآخرين، بالإضافة إلى مشاكل في القراءة والكتابة.

1 – عدم فهم اللغة أو كلام الآخرين:

تظهر الحبسة الكلامية على شكل عدة علامات ومنها:

  • صعوبة في اتباع التعليمات المطلوبة.
  • الخلط بين أسماء الأشياء وعدم التعرف عليها بشكل صحيح، فقد يحضر المصاب بدلاً من المطلوب مثلاً.
  • عدم القدرة على فهم كلام الشخص المقابل، خاصةً إذا كان يتحدث بسرعة أو يتحدث عن شيء جديد وغير مألوف.
  • صعوبة في فهم الآخرين في التجمعات الكثيرة أو الأماكن ذات الضوضاء العالية.
  • صعوبة في فهم التعابير غير المباشرة، مثل النكت أو الأمثال الشعبية أو الكلام المبهم.

2 – مشاكل التواصل والتعبير:

تظهر الحبسة الكلامية على شكل عدة علامات ومنها:

  • صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة أو التعبير عنها.
  • استخدام الكلمات الخاطئة، وخاصة الكلمات المتشابهة في النطق والمختلفة في المعنى.
  • عكس الجمل الصحيحة، مثل قول “صحون غسالة” بدلاً من “غسالة الصحون”.
  • التلفظ بكلمات غير مفهومة أو لا معنى لها.
  • تكرار بعض الكلمات أو العبارات.
  • صعوبة في تكوين الجمل الكاملة.

إقرئي أيضا : علاج الوسواس القهري

أنواع الحبسة الكلامية

يتوفر في اللغة العربية العديد من أنواع الحبسة اللغوية، إلا أننا سنستعرض في هذه الفقرة الأنواع الأكثر شيوعًا، وهي:

  • الحبسة التعبيرية: وهي الحالة التي يفهم فيها الشخص كلام الآخرين ويعرف ماذا يريد أن يقول، ولكنه يجد صعوبة في التعبير عن ذلك بالكلمات المناسبة.
  • الحبسة الاستقبالية: وهي الحالة التي يستطيع فيها الشخص تكوين جمل مفهومة أو غير مفهومة، ولكنه يجد صعوبة في فهم كلام الآخرين أو الكلمات المكتوبة.
  • الحبسة العامة: وتسمى أيضًا الحبسة الشاملة، وهي الحالة التي يفقد فيها الشخص كل القدرات اللغوية، بما في ذلك القراءة والكتابة والتحدث والفهم.
  • حبسة التسمية: وهي الحالة التي يفهم فيها الشخص الكلام ويستطيع القراءة وتكوين الجمل، لكنه يجد صعوبة في إيجاد الكلمات الصحيحة التي تناسب الظروف أو الأحداث التي يتعرض لها.

أسباب الحبسة الكلامية

تحدث الحبسة اللغوية عندما يتضرر أجزاء الدماغ المسؤولة عن اللغة والفهم، وقد يحدث ذلك نتيجة إحدى الأسباب التالية:

  • السكتة الدماغية: وهي السبب الأكثر شيوعًا للحبسة اللغوية، ويحدث ذلك عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة وعدم قدرتها على العمل بشكل صحيح.
  • إصابة الرأس الشديدة: وهي نوع من الإصابات التي تؤثر على الدماغ وتسبب الحبسة اللغوية، ويمكن أن يحدث ذلك نتيجة حادث سيارة أو سقوط شديد.
  • الأورام الدماغية: وهي نمو غير طبيعي للخلايا في الدماغ، ويمكن أن تؤثر على الجزء المسؤول عن اللغة والفهم وتسبب الحبسة اللغوية.
  • الأمراض العصبية: مثل الخرف أو الباركنسون، حيث يتضرر الجزء من الدماغ المسؤول عن اللغة والفهم ويؤدي إلى الحبسة اللغوية.

هل الحبسة الكلامية مؤقتة أم طويلة المدى؟

من المهم التشخيص المبكر للحبسة الكلامية والعلاج اللازم، حيث يمكن للعلاج المناسب أن يساعد على تحسين حالة الشخص وتقليل تأثيرات الحبسة الكلامية على حياته اليومية. ويمكن أن يشمل العلاج عدة جوانب، مثل العلاج النفسي والتخاطبي، والعلاج الدوائي، والعلاج الفيزيائي، والتدخلات الجراحية في بعض الحالات المعينة.

تشخيص الحبسة الكلامية

تشخيص الحبسة الكلامية يتم عند الاشتباه بها بعد حدوث السكتة الدماغية أو الإصابة بالرأس أو الأورام الدماغية، وذلك من خلال إجراء اختبارات عصبية متنوعة للتأكد من التشخيص، بما في ذلك الاختبارات اللغوية والتصويرية. يمكن أن يتم تحويل المريض إلى أخصائي لغة ونطق لإجراء اختبارات دقيقة تشمل تقييم القواعد اللغوية والقدرة على لفظ الأصوات والحروف، وفهم الكلمات والجمل، ووصف الصور وتسميتها، وربط الكلمات مع الصور، والإجابة على أسئلة بـ (نعم) أو (لا)، والقدرة على اتباع التعليمات.

علاج الحبسة الكلامية

يمكن أن يشمل العلاج أيضاً تدريبات لتحسين التركيز والذاكرة، وتعزيز الثقة بالنفس وتقليل القلق والتوتر. وفي بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يكون العلاج الدوائي مفيداً لتحسين الوظائف العصبية المسؤولة عن اللغة والنطق. ويجب على المريض وأفراد العائلة تعلم الطرق الفعالة للتواصل مع المُصاب، مثل استخدام لغة الإشارة، أو الكتابة، أو استخدام الأجهزة التكنولوجية المساعدة. كما يمكن للمصاب بالحبسة الكلامية الانخراط في جلسات الدعم النفسي لتحسين الصحة العقلية والعاطفية.

طرق التعامل مع المصابين

إذا كان أحد الأشخاص الذين تعرفهم يعانون من الحبسة الكلامية، فمن المهم تذكير أفراد العائلة والأصدقاء المقربين بأهمية التواصل الفعال في عملية التعافي. ومن بين النصائح التي يمكن اتباعها:

  • التحدث بشكل واضح وبطيء، مع التوقف من حين لآخر خلال الجمل.
  • إعطاء المصاب فرصة كاملة للتعبير عن رؤيته دون إجباره على الإسراع.
  • تجنب الأماكن الضجيجة أو المزدحمة بالأشخاص.
  • استخدام جمل قصيرة وبسيطة وواضحة.
  • استخدام الإيماءات والحركات لتسهيل الفهم.
  • توجيه الأسئلة التي تتطلب إجابة بـ “نعم” أو “لا”، وتقديم خيارات واضحة لتحديد الإجابة، مثل استخدام الصيغة “هل تفضل اللحم أم الدجاج؟” بدلاً من “ماذا تريد أن تأكل؟”.
  • استخدام الرسم على ورقة وقلم لتوضيح الأشياء لأن البعض يفهمون الرسومات أكثر من الكلام.
  • تجربة طرق مختلفة للتواصل مع المصاب واختيار الطريقة الأنسب لحالته.
  • التحلي بالصبر والتحمل خلال فترة العلاج.

إقرئي أيضا : هل الصدمة النفسية تسبب الجنون؟

المراجـــع   [+]
المراجع المعتمدة
1 - Aphasia2 - What is Aphasia?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button