أسباب الخوف من الهجر وطرق العلاج

يتعلق الخوف من الهجر بشكل كبير بتجارب نفسية سلبية تعرض لها الفرد في الطفولة، ولكن يمكن معالجة هذا الخوف والتغلب عليه. يمكن للأفراد الذين يعانون من هذا الخوف البحث عن المساعدة من خلال العلاج النفسي، لكن ما أسباب هذا الخوف؟ وما طرق علاجه؟

أسباب الخوف من الهجر

يتفق علماء النفس على أن الخوف من الهجر يمكن أن يُرجَع بشكل كبير إلى التجارب والمعتقدات والمفاهيم التي استوعبها الفرد في سن الطفولة. وبالتحديد، يعتبر الطفل الذي يُحرَم من الراحة والأمان والمودة والعاطفة والحب. يشعر بعدم الثقة في ديمومتها عمومًا حين يكبر، ويخشى دائمًا من أن يتخلى عنه أحد، أو يُهمله الشخص الذي يحبه. أو يتوفى أحد أفراد أسرته، ومن العوامل التي تزيد من شعور الخوف من الهجر نذكر مايلي:

1 – المرور بأكثر من تجربة مُؤلمة:

يؤثر المرور في تجارب سابقة مؤلمة بشكل كبير على مشاعر الفرد ونفسيته، مما يزيد من احتمالية تطوّر الخوف من الهجر. فعلى سبيل المثال، يمكن لوفاة أحد الأحباء، أو انتقال صديق مقرب للعيش بعيدًا، أو انتهاء بعض العلاقات. وغيرها من التجارب المؤلمة، أن تؤثر على الشخص بشكل سلبي وتسبب له شعورًا بالقلق والاكتئاب والخوف من الهجر.

2 – الهجر الوالدين في سن الطفولة:

قد يخشى الأشخاص البالغون الهجر في بعض الأحيان بسبب تجربة الهجر التي عانوا منها أثناء طفولتهم. ويمكن أن يحدث الهجر عندما يترك الوالدان أطفالهم بأي شكل، أو ينفصلون، أو يتوفّون، أو غيرها من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الاتصال أو العلاقة.

3 – المُعاناة من الاضطرابات النفسية:

بالفعل، يعتبر الخوف من الهجر عرضًا شائعًا في العديد من حالات الصحة النفسية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون الخوف من الهجر أحد أعراض اضطراب الشخصية الحدية (BPD)، الذي يتميز بالاضطرابات العاطفية والسلوكية والعلاقات الاجتماعية العنيفة.

إقرئي أيضا : ما معنى جنون الارتياب (البارانويا)؟

4 – التعرض للإساءة في سن الطفولة:

عندما يتعرض الطفل لسوء المعاملة يمكن أن يتشكل لديه مفهوم سلبي حول العلاقات الاجتماعية، مما يجعله يخشى الهجر والابتعاد عن الآخرين. كما يمكن أن تؤدي تجارب الخوف والقلق في الطفولة إلى تشكيل أنماط سلوكية غير صحية في العلاقات الاجتماعية في المستقبل، مما يسهم في تعزيز الخوف من الهجر.

طرق علاج الخوف من الهجر

تحافظ العلاقات القوية والصحية مع الأصدقاء والأشخاص المقربين على انخفاض مستويات الخوف من الهجر، ولكن في بعض الأحيان يحتاج الشخص إلى مساعدة متخصصة في الصحة النفسية. يمكن للمعالج النفسي أن يساعد الشخص في تحديد الجذور العميقة لمخاوفه وتغيير نمط تفكيره السلبي حيال العلاقات، كما يمكنه مساعدته في تطوير مهارات تعزيز العلاقات الإيجابية وتطوير الثقة في النفس وتحسين العلاقات الشخصية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد العلاج النفسي على تطوير مهارات التواصل الفعال وتعزيز الثقة بالنفس والتعرف على الاحتياجات والرغبات الشخصية. كما يمكن أن يوفر أدوات لإدارة الضغوط والتوترات اليومية التي قد تؤدي إلى زيادة الخوف من الهجر.

هناك عدة أنواع من العلاج النفسي التي يمكن استخدامها لمساعدة الأفراد الذين يعانون من الخوف من الهجر. سوف نتطرق إلى بعضها:

  1. العلاج السلوكي المعرفي: يركز على تحديد الأفكار والمعتقدات السلبية والتحديات التي تثير الخوف والقلق من الهجر، ثم يعمل المعالج على تدريب الشخص على تغيير أنماط التفكير والتصرفات السلبية إلى أنماط أكثر إيجابية وواقعية.
  1. العلاج باللعب: يستخدم هذا النوع من العلاج بشكل أساسي مع الأطفال. ويستخدم اللعب كوسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار، والتعرف على الذات والآخرين. يستخدم المعالج الألعاب لتحفيز الطفل على التحدث عن مخاوفه ومشاكله بشكل طبيعي ولا تسبب له الضغوط.
  1. العلاج القائم على التعلق: يركز على تعزيز الرابطة بين الشخص والآخرين. وتعلم المهارات الاجتماعية وتعزيز الثقة بالنفس، ويعمل على تحسين العلاقات الاجتماعية الحالية وتشجيع إقامة علاقات جديدة.
  1. العلاج السلوكي لوحده: يتمحور حول تعلم المهارات العملية لإدارة الخوف والقلق والتوتر. مثل التنفس العميق وتدريب العضلات، ويهدف إلى تحسين مستوى التحمل والتحكم في المشاعر السلبية. يمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج الأفراد على التغلب على مشاعر الخوف والقلق المصاحبة للهجر.

إقرئي أيضا : هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي؟

المراجـــع   [+]
المراجع المعتمدة
1 - Abandonment Issues: Symptoms and Signs2 - What Is Fear of Abandonment, and Can It Be Treated?3 - What to know about abandonment issues

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button