تأخر النطق عند الأطفال: 6 أسباب نفسية
بعض الأشخاص يعتقدون أن تأخر النطق لدى الأطفال يمكن أن يكون مرتبطًا فقط بالمشاكل الصحية التي تتعلق بالنمو الجسدي. ولكن الحقيقة هي أن تأخر النطق عند الأطفال قد يكون نتيجة لمشاكل صحية جسدية وأيضًا مشاكل نفسية واضطرابات.
وبالنسبة لسؤالنا الحالي، ما هي العوامل النفسية التي يمكن أن تسبب تأخر النطق لدى الأطفال؟
الأسباب النّفسية لتأخر النطق عند الأطفال
من بين أهم العوامل النفسية التي تسبب تأخر النطق لدى الأطفال:
- التّعرّض لعدّة صدمات نفسية:
تعرّض الأطفال الصغار الذين يواجهون عدة تجارب سلبية وصدمات نفسية في الفترة الزمنية الأولى من حياتهم (أي في السنوات الثلاث الأولى) إلى مشاكل في مجالي النطق واللغة. ونتيجة لذلك، يمكن مراقبة عدم قدرتهم على تطوير وصياغة اللغة والتحدث بشكل طبيعي.
- التّوحد:
فيما يتعلق بالتوحد، يعاني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب غالبًا من تأخر في تطوير مهارات النطق. أظهرت دراسة واحدة أن نصف الأطفال الذين يعانون من التوحد ويتراوح أعمارهم بين 3 و 4 سنوات لا يستطيعون التحدث بالشكل النموذجي المتوقع لأعمارهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر اضطراب طيف التوحد أيضًا على تطور مهارات اللغة لديهم. ويجد الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في التواصل غير اللفظي، مما يعني أنهم قد لا يكونون قادرين على التعبير عن احتياجاتهم إلا بعد أن يصلوا إلى سن متقدمة تزيد عن السنة.
اقرئي أيضا: الأمراض النفسية لدى الأطفال
- الاضطرابات العاطفيّة والشعور بالحرمان:
بعض الأطفال قد يواجهون صعوبة في الحصول على الفرص الاجتماعية والفكرية التي تساعدهم على تطوير أنفسهم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعورهم بالإهمال النفسي والاجتماعي. ويمكن أن يكون هذا الوضع عاملاً مهماً في تطور اضطرابات عاطفية لديهم.
- الإهمال من قِبَل الوالدين والأسرة:
إهمال الطفل خلال فترة نموه بشكل كبير يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في تطور مهارات النطق واللغة. بالإضافة إلى ذلك، سوء معاملة الطفل وعدم إظهار اهتمام يمكن أن يؤثر سلبًا على نموه وتطوره.
- شُعور الطّفل المُستمر بالقلق والخوف:
إذا كان الطفل مصابًا بمشكلة اضطراب القلق، فقد يشعر بالخوف من التحدث والنطق، مما يجعله يتجنب الكلام ويختار الصمت الانتقائي. في مثل هذه الحالة، قد يجد الصعوبة في التحدث في بعض الأماكن مثل الفصل الدراسي أو أمام الأشخاص الغرباء، بينما يمكنه التحدث بسهولة في المنزل.
- الإعاقات الذهنية:
غالبًا ما يواجه الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية تأخرًا في التطور والنمو العقلي والنفسي والسلوكي. يُلاحظ بسبب هذا التأخر وجود مشاكل في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك لغتهم وقدرتهم على التعلم ونموهم الاجتماعي والعاطفي والجسدي.
يمكن أن يكون لدى هؤلاء الأطفال صعوبة في إصدار الكلمات أو نطقها بوضوح بحيث يصعب على الآخرين فهم ما يقولون. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجهون صعوبة في تركيب الكلمات والجمل بشكل صحيح.
إذا لاحظت أن ابنك يعاني من صعوبات في التحدث أو التواصل، مثل تأخر في تطوير مهارات اللغة، أو يظهر عليه تردد وقلق عند المحادثة معك أو مع الآخرين، ننصحك بشدة بالتشاور مع طبيب أو متخصص في العلاج النفسي السلوكي.
اقرئي أيضا: قلق الانفصال عند الأطفال