التغلب على فوبيا الأماكن المغلقة

يعاني العديد من الأشخاص من فوبيا الأماكن المغلقة، والتي تسبب لهم التوتر والقلق، وتؤثر سلبًا على نظام حياتهم. يمكن علاج هذه الحالة باستخدام أساليب علاجية مختلفة، حيث تُعَد فعّالة لما يصل إلى 90% من الحالات تقريبًا. وفي هذا المقال، سنقدم بعض النصائح والأساليب العلاجية التي يمكن اتباعها لتغلب على فوبيا الأماكن المغلقة.

طرق التغلب على فوبيا الأماكن المغلقة

تجنب المساحات الضيقة ليس حلاً ناجعًا للتخلص من رهاب الأماكن المغلقة. ولذلك يُنصَح بزيارة طبيب نفسي أو اختصاصي صحة نفسية كخطوة أولى وأساسية في معالجة هذا الاضطراب. يقوم الطبيب بتحديد الوسيلة العلاجية المناسبة بناءً على طبيعة الشخص المصاب وشدة الأعراض التي يعاني منها. وقد يتبع أحد الأساليب العلاجية التالية:

1 – العلاج السلوكي المعرفي:

يُعَدّ العلاج السلوكي المعرفي واحدًا من أكثر الطرق فعالية في التخلص من رهاب الأماكن المغلقة. إذ يساعد هذا النوع من العلاج على التخلص من الأفكار السلبية التي تسبب الخوف والقلق، بالإضافة إلى ذلك تغيير السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالمواقف المخيفة. ويتم ذلك من خلال جلسات لقاء المريض مع أخصائي متخصص في العلاج السلوكي المعرفي. والذي يعمل على تحديد الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تؤثر على المريض. وتطوير خطة علاجية مُناسبة تتضمن تدريب المريض على كيفية التعامل مع مخاوفه ومواجهة مواقفه المرتبطة بالأماكن المغلقة بشكل فعال وسليم.

2 – ممارسة تمارين الاسترخاء:

عند تطبيق هذه الطريقة، يمكن للشخص المصاب بفوبيا الأماكن المغلقة أن يحسّن قدرته على التعامل مع الأفكار السلبية والتخفيف من التوتر والقلق. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذا النوع من العلاج أن يحفّز إفراز هرمون الإندورفين الذي يساعد على الشعور بالراحة والاسترخاء عند ممارسة تمارين التنفس العميق والتأمل لمدة تتراوح ما بين 10 إلى 15 دقيقة في اليوم، وتمارين استرخاء العضلات لمدة 30 دقيقة في اليوم، وتكرارها 3 مرات أسبوعيًا على الأقل.

إقرئي أيضا : أسباب الضيق المفاجئ والبكاء

3 – العلاج بالتعرض:

يعد العلاج بالتعرض لمسبب الخوف من الأساليب الفعالة في التغلب على فوبيا الأماكن المغلقة. يتم في هذا العلاج تدريجيًا تعريض الشخص المصاب للمواقف التي تسبب له الخوف، وتمكينه من التكيف معها والتعامل معها بشكل أكثر فعالية. ويتم ذلك بمساعدة الطبيب المختص في تحديد الدرجة المناسبة من التعرض لمسبب الخوف، بالتالي تدريب الشخص على تقنيات التأمل والاسترخاء للتحكم في القلق والتوتر الناتجين عن التعرض للمواقف المخيفة.

4 – النمذجة:

تحدث هذه الطريقة عن العلاج بالمشاهدة، حيث يشاهد الشخص المصاب بالفوبيا مقاطع فيديو أو صورًا لأشخاص آخرين يتعرضون للمسببات التي يخاف منها دون أن يظهروا أي توتر أو خوف. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تغيير نمط الاستجابة للمسببات الذي يتميز بالخوف والتوتر، وتعلم الشخص المصاب بالفوبيا مهارات التحكم في ردود الفعل النفسية والجسدية التي يشعر بها في مثل تلك المواقف.

5 – العلاج بالأدوية:

صحيح، تستخدم الأدوية المضادة للقلق في بعض الحالات كجزء من العلاج المتعدد الأوجه للتخلص من فوبيا الأماكن المغلقة. هذه الأدوية تعمل على تخفيف الأعراض الفسيولوجية المرتبطة بالقلق والتوتر على سبيل المثال زيادة معدل ضربات القلب والتعرق والرجفة، ويمكن أن تخفف هذه الأدوية الأعراض لبعض الوقت وتساعد المريض في التعرض للمواقف التي تسبب له الخوف بشكل أفضل.

المدة المطلوبة لعلاج فوبيا الأماكن المغلقة

صحيح، يمكن علاج حالات فوبيا الأماكن المغلقة في داخل عيادات المستشفى الخارجية، أو من خلال الإقامة في المستشفى في الحالات التي يعاني فيها المرضى من فوبيا شديدة. وتتراوح مدة العلاج حسب حالة كل مريض واحتياجاته الفردية، ولكن عمومًا فإن جلسات العلاج تقام بشكل منتظم، وقد تستغرق بضعة أسابيع أو بضعة أشهر لتحقيق تحسن ملحوظ في الحالة.

التعامل مع فوبيا الأماكن المغلقة

عندما يعاني الفرد من الفوبيا، فإن تجنب الأماكن والمواقف التي تسبب الخوف والهلع لديه ليس الحل الأمثل. بالعكس، فإن عدم التكيف وعدم التعامل بشكل سليم مع هذه الفوبيا يزيد من أعراض الخوف والقلق لديه. لذا، ينبغي على الفرد المصاب بالفوبيا أن يتبع طرقًا لتخفيف من حدة الفوبيا وهي كالتالي:

  • ابق في مكانك عندما تتعرض لنوبة هلع إذا استطعت وإذا كنت تقود السيارة، توقف فورًا في مكان آمن.
  • تخيل مشهدًا سلميًا.
  • تحدى العامل الذي يسبب رهابك من خلال تكرار أن هذا الخوف غير منطقي.
  • حاول تشتيت عقلك بالتفكير في شيء آخر للابتعاد قدر الإمكان عن عقل الخوف.
  • ذكّر نفسك أنك بأمان.
  • تنفس بعمق وببطء.
  • استمر في تذكير نفسك بأن هذا الخوف والقلق الذي تشعر به سوف يزول.

في النهاية من الأفضل تجنب مقاومة نوبات الخوف حيث أن المقاومة يمكن أن تزيد من القلق والتوتر. مما يزيد من صعوبة وشدة النوبات. بدلاً من ذلك، يجب أن تحاول قبول نوبات الخوف والمشاعر التي ترافقها. وتطمئن نفسك بأن النوبة لا تشكل خطرًا على حياتك، وستزول بعد فترة وجيزة.

إقرئي أيضا : ما معنى جنون الارتياب (البارانويا)؟

المراجـــع   [+]
المراجع المعتمدة
1 - Claustrophobia2 - Understanding Claustrophobia and How to Cope3 - Claustrophobia

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى