ما هو الخوف من المجهول؟
محتويات الموضوع
يُعبر الخوف من المجهول عن حالة من القلق التي تنشأ بسبب نقص المعرفة؛ حيث يشعر الفرد بالضيق والانزعاج الشديدين تجاه ما هو غير معروف أو غير مؤكد. يشعر الشخص بالحاجة لبذل المزيد من الجهد لمعرفة المعلومات والتأكد منها، مما يجعله يواجه صعوبة في وضع الخطط واتخاذ القرارات؛ بسبب شعوره بأهمية معرفة النتائج مُسبقًا. وقد تؤدي هذه الحالة إلى تداخلها مع قدرة الشخص على التعامل مع جوانب الحياة التي تنطوي على الشك والغموض.
أعراض الخوف من المجهول
بناءً على ما ذُكِر سابقًا، يتلاقى الخوف من المجهول مع قدرة الفرد على وضع الخطط واتخاذ القرارات في حياته. ويمكن تمثيل أعراضه على النحو التالي:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- ارتفاع مستويات الأدرينالين في الجسم.
- التنفس السريع والضعيف.
- الاستيقاظ والانفعال.
- الحاجة الملحة للسيطرة على البيئة المحيطة.
- تجنُب المواقف الجديدة.
- تجنُب الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو التزامات اجتماعية أخرى.
- قلة احترام الذات.
- انتقاد الذات بشدة.
- الحاجة الملحة للطمأنة المستمرة من الآخرين.
- وجود سلوكيات أو أفكار جامدة وغير مرنة.
- تطوير عادة التهويل أو تخيل أسوأ السيناريوهات، والمعروفة بالتشويه المعرفي.
أسباب الخوف من المجهول
يُمكن أن تكون العديد من العوامل سببًا في الشعور بالخوف من المجهول، حيث يمكن أن ينمو هذا الشعور خلال مراحل الطفولة والمراهقة وبداية مرحلة البلوغ. وعادةً ما يرجع ظهور هذا الشعور إلى تعرض الفرد لتجارب سلبية ومؤلمة خلال الطفولة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب عدة عوامل أخرى دورًا في تطوّر هذا الشعور، ومن بينها:
- التاريخ العائلي للخوف من المجهول: يُعتقد أن هناك ارتباطًا بين الخوف من المجهول وتاريخ العائلة. فإذا كان أحد والدي الفرد يُعاني من هذا الشعور، فقد يزداد احتمال تطوّر نفس الشعور لدى الفرد أيضًا.
- العوامل الوراثية وكيمياء الدماغ: يُعتقد أن الوراثة وكيمياء الدماغ تلعب دورًا في حالات الخوف الأكثر تعقيدًا. عندما يواجه الفرد موقفًا غير معروف، يتفاعل جسمه مع هذا الحدث من خلال عدد من التغيرات، بما في ذلك التغيرات في نشاط الدماغ وارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وإفراز هرمونات النمو والأنسولين والكورتيزول والأدرينالين.
بهذه الطريقة، يُظهر هذا التحليل العوامل المحتملة التي قد تكون وراء الخوف من المجهول، والتي تشمل التجارب السلبية في الطفولة والتاريخ العائلي والعوامل الوراثية وكيمياء الدماغ.
اقرئي أيضا : أسباب الخوف من الهجر وطرق العلاج
من هم الأكثر عرضة للخوف من المجهول؟
يمكن أن يُصاب أي فرد بالخوف من المجهول، إلا أن بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة به من غيرهم. ويتضمن ذلك الفئات التالية:
- أولاً، الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات القلق والخوف؛ حيث يمكن أن تتجاوز مشاعر القلق والخوف حدود الطبيعة وتؤثر على جودة حياتهم اليومية.
- الأشخاص المصابين بالاكتئاب؛ فالاكتئاب يمكن أن يترافق مع شعور بالعجز والتشاؤم حيال المستقبل وبالتالي يسهم في زيادة الخوف من المستقبل غير المعروف.
- أولئك الذين يعانون من اضطراب تعاطي الكحول؛ حيث يمكن أن يكون التعاطي المفرط للكحول وسيلة لتهدئة الأفكار والمشاعر المزعجة والتخفيف من القلق.
- الأفراد المصابين بأمراض اضطرابات الأكل؛ فعندما يكون الشخص مهووسًا بالتحكم في الطعام والوزن، يمكن أن يزداد خوفه من النتائج المحتملة لهذا التحكم.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري (OCD)؛ حيث قد يشتد خوفهم من أن يحدث أمر سلبي بسبب الأفكار والتصرفات التكرارية.
- أولئك الذين يعانون من اضطراب الاكتناز أو التخزين؛ فإن حفظ الأشياء بشكل مفرط يمكن أن يرتبط بالقلق من فقدان الأشياء أو وقوع مشاكل تتعلق بالمستقبل.
- الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؛ حيث يمكن أن تتسبب تجاربهم الصعبة السابقة في زيادة الخوف من مواجهة تجارب مماثلة في المستقبل.
- الأفراد المصابين بحالات الهلع؛ حيث قد يترافق معهم شعورٌ بالخوف المفرط وعدم القدرة على التحكم فيه.
- أخيراً، الفرد الذي يعاني من مرض كوفيد-19؛ حيث يمكن أن ينتابه القلق والخوف من العواقب الصحية والاجتماعية التي يمكن أن يسببها هذا المرض.
باختصار، فإن الخوف من المجهول قد يؤثر على الأشخاص المصابين ببعض الاضطرابات النفسية بشكل أكبر من غيرهم، ومن ضمن تلك الاضطرابات: اضطرابات القلق والخوف، الاكتئاب، اضطراب تعاطي الكحول، اضطرابات الأكل، تشمل الاضطرابات المذكورة: اضطراب الوسواس القهري (OCD)، واضطراب الاكتناز أو التخزين، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، واضطراب الهلع، بالإضافة إلى مرض كوفيد-19.
كيفية التعامل مع الخوف من المجهول
يُعتبر استخدام بعض الخيارات والعلاجات شائعًا في مساعدة الأشخاص على التغلب على وإدارة حالات الخوف من المجهول والأمور المخيفة ذات الأقل تداعيات. من بين هذه الخيارات:
- تدوين المشاعر السلبية والخوف للبحث عن طرق أفضل لتغييرها والتعامل معها بشكل أكثر فاعلية.
- ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء؛ حيث تساعد هذه التمارين على تخفيف مشاعر الخوف وتيسير قبول التغيير.
- إعداد لوحة رؤية تحمل الصور ومقاطع من المجلات والأعمال الفنية التي تمثل الأهداف والطموحات التي يرغب الشخص في تحقيقها، وذلك لتشجيعه وتحفيزه.
- الحصول على الدعم اللازم من العائلة والأصدقاء من خلال مشاركة مشاعر الخوف معهم وطلب النصائح المفيدة حول كيفية التعامل مع هذه المشاعر.
- تحديد الأهداف المراد تحقيقها للمساعدة في التعرف على أسباب الخوف والعمل نحو تحقيق تلك الأهداف المحددة التي يمكن تحقيقها.
- قبول الأوضاع التغييرية اللازمة لتحقيق الأهداف؛ حيث يساهم ذلك في تقليل مشاعر الخوف والتوتر وتسهيل عملية التغيير الإيجابي.
باستخدام هذه الإجراءات والأساليب، يمكن للأفراد أن يتحكموا في مشاعر الخوف ويتعاملوا معها بفعالية، مما يساعدهم على التغلب على التحديات والمواجهة بثقة أمام المجهول.
اقرئي أيضا : هل العصبية مرض نفسي؟