رهاب الخلاء

يعرف رهاب الخلاء (Agoraphobia) على أنه الخوف من وجود الشخص في مواقف يصعب الهروب منها. ويتضح من الدراسات التي قام بها المعهد الوطني للأبحاث أن نسبة الإصابة بهذا الرهاب تقريباً تبلغ 1.3% في أي مرحلة من مراحل حياة الإنسان. يبلغ انتشار هذا الرهاب حوالي 0.8% سنويًا بين الذكور وحوالي 0.9% بين الإناث. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد حول أسباب هذا الرهاب وأعراضه وعلاجه، يُرجى الاستمرار في قراءة هذا المقال.

ما الذي يميز رهاب الخلاء؟

بشكل عام، يعتبر الأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المكتظة بالناس أن المنزل أو الأماكن التي يعتادون عليها هي المكان الوحيد الذي يشعرون فيه بالأمان. وبالتالي، يخشون المغادرة في بعض الأحيان لفترات تمتد لعدة أشهر أو سنوات، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من رهاب شديد. بالإضافة إلى ذلك، يخشون التواجد في الأماكن المفتوحة أو الأماكن العامة مثل الطائرات، والأسواق، والقطارات، ووسائل النقل العام بشكل عام. يشعرون بالتهديد والخوف والرهبة أيضًا في الأماكن الهادئة مثل دور العبادة والمنتزهات وما شابه ذلك.

أسباب رهاب الخلاء

لم يُكتشَف حتى الآن السبب الدقيق لحدوث رهاب الخلاء، ولكن هناك عدة عوامل تعزز احتمالية الإصابة به. ومن بين هذه العوامل:

  1. الإصابة بأنواع أخرى من اضطرابات القلق مثل اضطراب القلق الاجتماعي أو اضطراب القلق العام.
  2. وجود تاريخ عائلي مرتبط بالإصابة برهاب الخلاء، مما يشير إلى وجود عوامل وراثية قد تلعب دورًا في ظهور هذا الاضطراب.
  3. تعرض الشخص لصدمة قديمة أو تعرضه لتجارب سيئة في الماضي، مثل التعرض لسوء المعاملة، وقد يساهم ذلك في تطوير رهاب الخلاء.
  4. التعرض لنوبة هلع في موقف معين أو مكان محدد، حيث يمكن أن يرتبط الخوف والقلق الشديد الذي يصاحب تلك النوبة بالمكان نفسه ويؤدي إلى تطوير رهاب الخلاء.
  5. التعرض المستمر للقلق والإجهاد على مدار فترة طويلة قد يزيد من احتمالية ظهور رهاب الخلاء.
  6. التعرض لمواقف صعبة أو أحداث مؤلمة مثل وفاة أحد الوالدين أو التعرض للاعتداء، قد يؤدي إلى ظهور رهاب الخلاء كاستجابة نفسية لتلك الأحداث الصعبة.

يرجى ملاحظة أن هذه العوامل المذكورة قد تزيد من احتمالية الإصابة برهاب الخلاء، ولكنها لا تعد قاعدة ثابتة للجميع، فقد يكون لكل فرد عوامل مختلفة قد تلعب دورًا في ظهور هذا الاضطراب.

إقرئي أيضا : هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي؟

أعراض رهاب الخلاء

قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المكتظة بالقلق والخوف الشديدين عند التواجد في مواقع محددة. وتتشابه أعراض هذا الاضطراب وعلاماته بشكل عام مع أعراض نوبات الهلع، ومن بين هذه الأعراض يمكن أن نذكر:

  • الشعور بعدم انتظام ضربات القلب والشعور بألم في الصدر.
  • الخوف الشديد والارتجاف.
  • صعوبة التنفس أو زيادة معدل التنفس.
  • الدوار والدوخة.
  • احمرار الوجه أو الشعور المفاجئ بالقشعريرة.
  • التعرق المفرط.
  • الاضطرابات المعوية وآلام البطن.
  • الغثيان.
  • الارتباك.

عمومًا، يتجنب الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب المواقف أو الأماكن التي تثير هذه الأعراض، وقد تحدث تغييرات عدة في حياتهم، بما في ذلك:

  • تغيرات في السلوك الشخصي.
  • الامتناع عن رؤية الأصدقاء والتواصل معهم.
  • الاعتماد على التسوق عبر الإنترنت فقط.
  • اللجوء إلى تعاطي الكحول أو المخدرات.

تشخيص رهاب الخلاء

لكي يتمكن الطبيب من تشخيص اضطراب الهلع بشكل صحيح ووصف العلاج المناسب، يلزمه معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات حول حالة المريض. لذا، يجب على المريض أن يخبر الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها بوضوح وصحة، بما في ذلك تفاصيل مثل نوع الأعراض، وتكرار حدوثها، والمواقف التي تثيرها، وغيرها من التفاصيل المهمة. عن طريق هذه المعلومات، يمكن للطبيب أن يقوم بالكشف عن اضطراب الهلع وتقييمه بناءً على المعلومات التي يقدمها المريض. بناءً على هذا التشخيص، يمكنه وصف العلاج الملائم للمريض.

علاج رهاب الخلاء

من الجدير بالذكر أن علاج رهاب الخلاء يستغرق وقتًا قد يكون طويلاً، حيث يحتاج المريض إلى فترة من الزمن ليشعر بالتحسن ويتعافى من الحالة بشكل عام. يشمل العلاج عادة الأدوية والعلاج النفسي، مثلما هو الحال في حالات الاضطرابات النفسية الأخرى. يمكن توضيحها على النحو التالي:

العلاج النفسي السلوكي المعرفي:

يعمل العلاج النفسي السلوكي المعرفي على تعليم المصاب برهاب الخلاء مهارات التعامل مع القلق والأعراض ذات الصلة بشكل أفضل. يساعد هذا العلاج المريض على تحدي المخاوف التي يواجهها بفعالية أكبر ويقلل من أعراض القلق والتوتر والهلع. كما يساهم في تحسين جودة الحياة. يتم تنفيذ هذا العلاج عادة عن طريق زيارة معالج نفسي أو أخصائي.

الأدوية:

يمكن للطبيب أن يقترح عدة أنواع من الأدوية لعلاج رهاب الخلاء. من بين الأدوية الشائعة هي تلك المضادة للاكتئاب، وقد يتم استخدام أدوية مضادة للقلق في بعض الحالات ولكن بشكل محدود. في الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري استخدام الأدوية بالإضافة إلى أشكال أخرى من العلاج مثل العلاج السلوكي المعرفي وتقنيات الاسترخاء. يجب ملاحظة أنه قد يستغرق عدة أسابيع قبل أن تبدأ الأدوية في التحسين، وقد يحتاج البعض إلى تجربة عدة أدوية مختلفة قبل أن يجدوا الدواء المناسب.

العلاجات البديلة:

هناك بعض المكملات الغذائية والأعشاب التي تظهر فوائد مهدئة ومضادة للقلق. ومع ذلك، من الضروري استشارة الطبيب قبل بدء استخدام أي منها لعلاج رهاب الخلاء، لتجنب أي آثار جانبية أو مضاعفات صحية ونفسية محتملة.

الوقاية من رهاب الخلاء

من الجدير بالذكر أنه لا توجد حتى الآن أية طريقة مؤكدة للوقاية من رهاب الخلاء. ومع ذلك، هناك بعض الإجراءات التي يمكن أن تساهم في تحقيق ذلك. يمكن للفرد أن يعرف الطرق الصحيحة للتعامل مع حالته النفسية في المراحل الأولى، ويسعى للحد من تلك المخاوف. ينبغي أيضًا على الشخص زيارة أخصائي الصحة النفسية أو الطبيب النفسي عندما يشعر بأي من الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب.

علينا أن نشير أيضًا إلى أن عدم معالجة هذه الحالة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو أمراض عقلية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، قد يلجأ المريض إلى تعاطي المخدرات أو الإدمان على المشروبات الكحولية، ومن الممكن أيضًا أن يصبح الشخص محاصرًا في حالة الخوف ويتجنب الخروج من المنزل تمامًا.

إقرئي أيضا : التغلب على فوبيا الأماكن المغلقة

المراجـــع   [+]
المراجع المعتمدة
1 - Agoraphobia2 - What you need to know about agoraphobia3 - Agoraphobia

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى