تعامل المرأة مع التغيرات المزاجية لدى الرجل
محتويات الموضوع
تُعرَّف تغيير المزاج بأنه التحول السريع والمفاجئ في الحالة العاطفية، حيث ينقلب شعور الفرد فجأة من حالةٍ من التفاؤل والسعادة إلى شعورٍ مختلف تمامًا كالغضب أو الحزن.وقد يُصاب الرجال في بعض الأحيان بما يُعرَف بمتلازمة الذكور العصبيّة ( Irritable Male Syndrome)، وهي حالة تتسم بحدوث التغيرات المزاجية لدى الرجال. وتثير هذه الحالة تساؤلات حول أسبابها ومتى يكون تغيير المزاج لدى الرجل مقلقًا؛ سنتناول هذه التفاصيل في هذا المقال.
لماذا يتغير مزاج الرجل؟
ثمة العديد من الأسباب التي تقف وراء التغيرات المختلفة في حالة المزاج لدى الرجال، ومن هذه الأسباب:
- التغيرات الهرمونية: يمكن أن تتسبب التغيرات في مستويات الهرمونات في تقلبات مزاجية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول إلى تغيرات في المزاج، جنبًا إلى جنب مع انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون.
- الإرهاق والضغط النفسي: ينعكس الإرهاق والضغط النفسي بشكل سلبي على حالة المزاج للرجل، مما يمكن أن يزيد من سرعة انفعاله واندفاعه، وقد يظهر الغضب بشكل أكثر تكرارًا دون أن يدرك أحيانًا أنه يمكن أن يكون ناجمًا عن الإرهاق والضغوط اليومية.
- النظام الغذائي: يمكن أن يؤثر نمط الأكل على التوازن الكيميائي في الدماغ، فتناول الأطعمة غير الصحية أو اتباع نظام غذائي غير متوازن قد يؤدي إلى تقلبات في المزاج.
- تأثير الأدوية: بعض أنواع الأدوية قد تؤثر سلبًا على حالة المزاج أو تسبب اضطرابات في نمط النوم، مما يؤثر في المزاج لدى الرجل.
- التقلبات البيئية والمعيشية: تغيرات البيئة المحيطة والظروف المعيشية، مثل تغيير الوظيفة، أو التنقل من مكان لآخر، يمكن أن تسبب شعورًا بالقلق والضغط النفسي، وبالتالي تؤثر في حالة المزاج.
- تعاطي المواد الكحولية والمخدرات: يمكن لتعاطي الكحول والمخدرات أن يؤثر بشكل كبير في الصحة العقلية، وبالتالي يمكن أن يسهم في حدوث تقلبات في المزاج.
- الاضطرابات النفسية: تكون التقلبات المزاجية عند الرجال في بعض الأحيان علامة على وجود اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، والفصام، وغيرها.
- الحالات المرضية المزمنة: الأمراض المزمنة التي تؤثر على وصول العناصر الغذائية والأكسجين إلى الدماغ، مثل أمراض القلب والرئتين والأوعية الدموية، يمكن أن تسبب تقلبات مزاجية كبيرة.
باختصار، هناك عوامل متعددة تؤثر في حالة المزاج لدى الرجال، وهذه العوامل قد تكون متداخلة وتتفاعل مع بعضها البعض لتحدث التقلبات المزاجية المختلفة.
متى تكون التغيرات المزاجية لدى الرجال مُقلِقة؟
في الواقع، غالبًا ما تُعَدُّ التقلبات المزاجية أمرًا طبيعيًّا وغير مثير للقلق. ولكن يُمكن أن يكون تَكَرُّر تِلْك التقلبات لدى الشخص وتأثيرها على قدرته على أداء حياته اليومية بصورةٍ عادية علامةً على احتمال وجود مشكلةٍ أو حالة صحية.
اقرئي أيضا : أنواع الأمراض النفسية
دواعي مراجعة الطبيب
تُشكل التغيرات المزاجية حالة تتطلب استشارة طبية في الحالات التالية:
- عند حدوث التغيرات المزاجية بشكل متكرر أو مستمر لعدة أيام.
- عندما يتجسد القيام بأفعال خطرة أحياناً.
- في حالة الإفراط في تجربة مشاعر مماثلة لهذه التغيرات المزاجية.
- إذا كان هناك أفكار حول إلحاق الضرر بالذات أو حتى الانتحار.
- عندما تؤثر التغيرات المزاجية سلباً على الأداء الوظيفي والأنشطة الحياتية اليومية الأخرى.
نصائح للتعامل مع التغيرات المزاجية لدى الرجال
فيما يلي مجموعة من النصائح والإرشادات التي يمكن اتباعها للتعامل مع التغيرات المزاجية لدى الرجال:
- اتباع نمط غذائي صحي، مع التركيز على تناول الكربوهيدرات الصحية مثل الأرز والبطاطس والكوسا والفول، فهذه الأطعمة تساهم في الحفاظ على مستويات السيروتونين في الجسم، مما يؤدي إلى تحسين المزاج طوال اليوم.
- توخي الحذر والانتظام في فحص مستويات هرمون التستوستيرون بشكل دوري، للتأكد من استقرارها واتخاذ الإجراءات اللازمة إذا كان هناك أي تغيرات غير طبيعية.
- الحفاظ على وزن صحي داخل الحدود الطبيعية، حيث إن الخلايا الدهنية يمكن أن تحول هرمون التستوستيرون إلى هرمون الإستروجين. بالتالي، فإن فقدان الوزن المناسب يساعد في الحفاظ على مستويات هرمون التستوستيرون المهمة لصحة الرجال.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث تساعد التمارين البدنية على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر والقلق، كما أنها تحفز إفراز هرمونات السعادة والرفاهية.
- تجربة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوجا وتمارين التنفس العميق، حيث تساعد هذه التقنيات في تهدئة العقل وتقليل التوتر، مما يساهم في تحسين المزاج والشعور بالراحة.
باستمرار تطبيق هذه النصائح والإرشادات، يمكن للرجال تحسين استقرار مزاجهم والتعامل بشكل أفضل مع التغيرات المزاجية التي قد تطرأ على حياتهم.
هل تعتبر اضطرابات المزاج أكثر انتشارًا بين الرجال أم النساء؟
وفقًا للبحث الذي أُجري في جامعة سانت جون في نيويورك وتم نشره في عام 2007، أظهرت النتائج أن هناك نسبة تصل إلى 15% من النساء يعانين من تقلبات واضطرابات في المزاج، بينما تصل هذه النسبة إلى حوالي 8% بين الرجال. وأوضحت الدراسة أيضًا أن جميع أنواع الاضطرابات المرتبطة بتقلبات المزاج كانت أكثر انتشارًا بين النساء، حيث بلغت نسبة النساء اللاتي يعانين من الاكتئاب 11.2%، بينما كانت هذه النسبة 6% بين الرجال.
اقرئي أيضا : لماذا النساء أكثر عرضة للاكتئاب؟ (الاكتئاب لدى النساء)