اضطراب الشخصية التمثيلي
محتويات الموضوع
اضطراب الشخصية التمثيلي، المعروف أيضًا بالشخصية الهستيرية أو الشخصية الدرامية، هو حالة نفسية يتسم فيها المصاب بتبني سلوكيات تمثيلية درامية مبالغ فيها بهدف جذب انتباه الآخرين إليه. يتلاعب المصاب في كلامه وتصرفاته ويظهر انفعالات قوية، حتى يصل إلى مستوى السلوك المحرج، بهدف الحصول على اهتمام الآخرين وتجاوبهم معه.
علامات اضطراب الشخصية التمثيلي
الاضطراب التمثيلي للشخصية يتميز بعدة علامات رئيسية، منها:
- إظهار انفعالات درامية مفرطة وتصرفات مبالغ فيها بهدف جذب انتباه الآخرين.
- الشعور بالاكتئاب والحزن، والاعتقاد بأنه لا أحد يهتم به أو يقدره إلا إذا كان محور اهتمام الآخرين أو إذا كان هناك شخص آخر يشغل اهتمامهم.
- تقلب سريع في العواطف والمشاعر.
- التصرف بشكل درامي وعاطفي مع الآخرين بحيث يستعطفهم ويحرجهم لكي ينتبهوا إليه.
- الاهتمام الزائد بالمظهر الجسدي واستخدامه لجذب انتباه الآخرين، مثل ارتداء ملابس زاهية الألوان أو ملابس مكشوفة.
- سذاجة وسهولة التأثر بالآخرين.
- الاعتقاد بأن علاقاته مع الآخرين أقرب مما هي عليه عادة، أي يعتقد أن الجميع مقربون منه ومهتمون به.
- العلاقات السطحية والمزيفة مع الآخرين والاستغناء عنهم بسهولة.
- سرعة الشعور بالملل والإحباط بشدة.
سبب اضطراب الشخصية التمثيلي
يعتبر اضطراب الشخصية التمثيلي مرضًا نفسيًا يتسم بنمط مستمر من الاحتيال والكذب والتلاعب بالآخرين. على الرغم من أن السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف، إلا أن هناك عدة عوامل محتملة يمكن أن تسهم في تطوره.
أحد العوامل المحتملة هي العوامل الموروثة. يعني ذلك أن الاضطراب قد ينتقل عبر الأجيال في العائلات، وهذا يشير إلى وجود عوامل وراثية قد تكون لها دور في ظهور الاضطراب لدى الأفراد.
بالإضافة إلى العوامل الموروثة، هناك عوامل مكتسبة يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطور اضطراب الشخصية التمثيلي. على سبيل المثال، يعتقد البعض أن الاهتمام الزائد بالطفل وعدم توجيه أي عقاب له في سن الطفولة قد يؤدي إلى تطور نمط من الاحتيال والكذب عند الشخصية في المستقبل. بمعنى آخر، عدم وجود حدود وتأديب صارم يمكن أن يشجع السلوك الضار.
إقرئي أيضا : صفات الشخصية النرجسية
تشخيص اضطراب الشخصية التمثيلي
عادةً، يكون تشخيص اضطراب الشخصية التمثيلية غير ممكن لدى الأطفال، وإنما يتم تشخيصه بشكل أكثر شيوعًا لدى البالغين. وبصفة عامة، ينبغي أن يتم تشخيص هذا الاضطراب فقط من قبل طبيب نفسي أو أخصائي نفسي سريري مؤهل. ويتم هذا التشخيص عن طريق الخطوات التالية:
- أولاً، يبدأ الطبيب في تقييم المريض من خلال جمع تاريخ المرض الكامل، سواءً كان ذلك يتعلق بالجوانب الجسدية أو النفسية.
- ثانياً، في حال وجود أعراض جسدية، قد يُوصى أيضاً بإجراء فحص جسدي واللجوء إلى الفحوصات المخبرية أو التصوير الطبي.
- ومن المهم التأكد من استبعاد أي أمراض أو حالات أخرى قد تكون مسؤولة عن الأعراض المشابهة قبل التوصل إلى تشخيص اضطراب الشخصية التمثيلية.
- أخيرًا، بناءً على العلامات والأعراض المرصودة ونتائج التقييم الشامل، يمكن للطبيب أن يقدم التشخيص النهائي ويحدد ما إذا كان المريض يعاني فعلاً من اضطراب الشخصية التمثيلية.
علاج اضطراب الشخصية التمثيلي
تعد العلاج النفسي (العلاج بالكلام) هو الأسلوب العلاجي الأمثل والأكثر فاعلية بشكل عام لعلاج اضطراب الشخصية التمثيلية وغيرها من اضطرابات الشخصية. يهدف العلاج إلى مساعدة المصاب على استكشاف دوافعه ومخاوفه وراء أفكاره وسلوكه، وتعزيز التواصل الإيجابي مع الآخرين. وفيما يلي أنواع العلاج النفسي التي قد تفيد الأشخاص المصابين بـاضطراب الشخصية التمثيلية:
- جلسات الدعم النفسي الجماعية: تعقد هذه الجلسات بمشاركة مجموعة من الأشخاص المصابين بنفس اضطراب الشخصية، حيث يتم وصف ومناقشة مشاكلهم معًا تحت إشراف معالج أو أخصائي نفسي.
- جلسات العلاج النفسي الديناميكي: يركز المعالج النفسي في هذه الجلسات على التحليل العاطفي للمصاب وتعزيز فهمه لمعاناته العاطفية.
- جلسات العلاج النفسي الداعم: يتم التركيز في هذه الجلسات على تحسين أعراض المصاب وتعزيز احترام الذات وتعزيز مهارات التكيف النفسي.
- جلسات العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يقدم المعالج أو الأخصائي النفسي في هذه الجلسات نظرة شاملة على أفكار وعواطف المصاب، بهدف مساعدته على فهم تأثير أفكاره على سلوكه والتغلب عليها.
فيما يتعلق بالأدوية، لا توجد حاليًا أدوية معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج اضطراب الشخصية التمثيلية.
إقرئي أيضا : اضطراب تعدد الشخصيات وأعراضه