معايير اختيار شريك الحياة
محتويات الموضوع
من المعروف أن العلاقات بشكل عام خصوصا العلاقة الزوجية هي من أفضل العلاقات وأعقدها. بحيث يجب على كل من الطرفين إتباع أسس منطقية وعلمية ونفسية سليمة لاختيار شريك الحياة المناسب. بالإضافة إلى أن شريك الحياة لا يعتبر شخصا عابرا في حياة كل من الطرفين. بل إنما يعتبر صديقا وحبيبا وسندا لآخر العمر. لذلك في هذا المقال سوف نتعرف سويا على بعض أسس إختيار شريك الحياة وغيرها…
معايير اختيار شريك الحياة
لاختيار شريك الحياة هناك بعض المعايير والأسس التي يجب اتباعها. واللازمة لتأسيس علاقة جيدة وزواج سعيد لكليهما من بعد. والتي تتجلى في ما يلي:
الثقة والإخلاص
تعتبر الثقة والصدق من بين أهم الأمور التي يجب أن تتوفر في شريك الحياة المستقبلي. بناء على ذلك يجب إنشاء علاقة تتأسس على الثقة وإيمان كل منهما بالآخر. والصدق في القول والفعل وتفادي الخداع أو كثرة الشك بالإضافة إلى عدم التكتم على الأشياءالسابقة التي قد تتعلق بالإرتباطات الغير الناجحة في الماضي. والتي قد تولد مشاكل من بعد ما إذا اكتشفها الشريك بالصدفة، ومنه تتم بناء مبادئ الثقة من الأول لكل من الطرفين مما يجعل كلاهما يثق في الآخر.
النُضج وتحمّل المسؤوليّة
من الواجب على الشخص الذي يوشك على الزواج أن يدرك أهميته ومقاصده. وأن يكون لديه ما يكفي من النضج والوعي الكافيين الشيء الذي سيجعله يعرف ما يريد من هذه العلاقة. ومنه يكون مستعداً للبحث عن رفيق مناسب يشاركه التفكير الجاد في هذا القرار. حيث يمكن تخيل مرحلة الزواج على أنها اختبار قيادة تستمر لساعات عديدة. بحيث يشعر فيها المرء بالتعب. ولكن يجب عليه الاستمرار في تحمل المسؤولية من أجل الوصول إلى هدفه. إضافة إلى تحقيق السعادة في نهاية المطاف، بحيث أنه ليس الجميع ناضجًا ومستعدا للقيادة الكافية. ثم ندرك أن اختيار الشريك يجب أن يكون بشكل دقيق. وبعد اختباره لقدرته على تحمل مسؤوليات الزواج وشروطه والتأكد من نجاحه في ذلك، ونضجه العاطفي الذي يحرره من مسؤولياته السابقة. وتجعله يتعلم من أخطائه. ويكتسب العبرة منها، وبالتالي يجتهد من أجل تحقيق السعادة في زواجه إضافة إلى نجاح علاقته.
التمتع بشخصيّةٍ مميّزة وجّذابة
توجد العديد من المعايير الخاصة التي يرغب فيها كلا الزوجين في شريكهما المستقبلي، والذي سيشاركه في الحياة الزوجية، وخصائصها تختلف من شخص لآخر، بما في ذلك ما يلي:
- الشعور بالرضا والقبول : يعتبر الشعور برضا الطرف الآخر وقبوله له من أهم معايير إختيار الشريك، وهذا لا يعني إخفاء وجود بعض العيوب والزلات لدى الجميع، بل في المقابل قبولها وتصحيحها قدر الإمكان في وقت لاحق، وعدم التفكير في الزواج فقط لأنه قرار اتخذه المرء وطلبه. بدلاً من ذلك، من الواجب إختيار رفيق مناسب يشعر بالانجذاب والاحترام، ويشعر بالحب تجاهه كما هو، بالإضافة إلى الرغبة في قضاء حياة سعيدة معه.
- الاستقلاليّة : يعتبر البحث عن شريك مُستقّل يتمتع بجاذبيّة شخصيّة مميّزة من بين الأشياء التي يميل لها الأزواج، بحيث يتشارك الطرفان سويا حياتهما الزوجيّة بتناغم وسعادة، بحيث يستوجب عليهما المحافظة على الهوية والإستقلاليّة الخاصة بكل واحد على حدة، ويتمتعان باهتمامات مميّزة،وبالتالي يُشاركه الطرف الآخر تجربتها بالودّ والألفة.
- خفة الدم وروح الدعابة : من المهم قضاء حياة سعيدة تتكلل بالبهجة والمرح من خلال تشارك المزاح الودّي واللطيف الذي يرغب به كلا الزوجين، وهذا بالطبع مع شريكٍ خفيف الظل، يتميز ويتمتع بروح الدعابة،بالإضافة إلى أن يكون جديا، ولكن في نفس الوقت مهذبا ولكيفا بمزاحه في الأوقات الأخرى.
إقرئي أيضا : سبل وطرق تحقيق السعادة الزوجية
القُدرة على التواصل الجيّد مع الشريك
من المعروف أن التواصل من أهم أسس العلاقات، وهو سبب لتقريب الزوجين حينها، ولتوطيد علاقتهما، وبالتالي يجب أن يكون كلا الرفقاء مناسبين للتواصل مع بعضهما البعض بشكل جيد ، وهذا فيما يلي:
- التفاهم والتوافق معًا : يتجلى ذلك من خلال وجود قواسم مشتركة بين الزوجين، والتي يمكن أن تحقق التوافق والانسجام الفكري والعاطفي بينهما وتجعلهم يفهمون أكثر، وبالتالي تمكنهم من التسوية والتعاطف مع بعضهم البعض في القضايا المختلفة، ومنه تنسيقهم بين قلبيهما ودعم علاقتهم مستقبلا.
- الانفتاح وتقبل النقد : تعد الإنتقادات البنائة من بين الأشياء التي على الزوجين تقبلها، واستخدامها واستغلالها بطريقة تنمي شخصياتهم وتطورها، بالإضافة إلى احترام آراء الآخرين والإنفتاح عليها، وعرض آرائهم والتعبير عنها بحرية، وفي نفس الوقت بطريقة محترمة،وبأساليب منفتحة ومنطقية دون إدراك أو اندفاع أو هجوم على أفكار الطرف الآخر.
- تبادل الإحترام : من المعروف أنه قد لا يتفق الشريكين في كل أفكارهم، ويتعارضان في الآراء والرغبات إضافة إلى وجهات النظر، لكن هذا لا ينفي أهمية الاحترام بينهم، والتعامل مع الزوج(ة) بطريقة مهذبة ولائقة رغم اختلاف القيم والمعتقدات بينهم.
- التعبير عن العواطف وتقديم الحب : ويتمثل في حاجة المرء إلى أن يشعر باهتمام الطرف الآخر به، بحيث أن الحب والعاطفة من المعايير المهمة في الزواج، وتستوجب قدرة الأزواج على العطاء، وتقديم هذه المشاعر الجميلة والصادقة مع الوقت للطرف. و هذا بشرط ألا يكون الحب فقط السبب الوحيد للوقوع في الزواج. لأن الحياة الزوجية تتطلب عوامل أخرى مهمة في شريك الحياة، كما ذكرنا في البداية.
معايير أخرى لاختيار شريك حياة مناسب
وبعدما تطرقنا للتعرف على قدرة الشريك على التواصل الجيد، سنمر الأن للتعرف على معايير أخرى لإختيار الأزواج المناسبين، فهناك العديد من الصفات والمعايير الأخرى لإختيار الأزواج لبعضهم البعض، كما يلي:
أولا أن يتحلى الشريك ببعض الصفات الخاصة، أو امتناعه عن بعضها، لأنها من الأمور الشخصيّة جداً يختلف بها الأزواج عن بعضهم، مثل رغبة أحدهم بالارتباط بشخصٍ لا يدخن مثلاً؛ لأسباب خاصة، وغيرها من الصفات الأخرى، بالإضافة إلى الرغبة في التعارف وعقد فترة الخطوبة التي تسبق الزواج، أو التحضير للزفاف فور الارتباط، ومن ثمة التعبير عن الإعجاب والتقدير، بحيث أن ما يجعل المرء يرغب بالإستمرار مع شريكه هو تقديره له وإعجابه بما يُحبّه أو مدحه لصفاته مثلاً، وأيضا من بين هذه المعايير والصفات هو استخدام الحوار الهادئ، وإعطاء الشريك فرصةً للتحدّث بشكلٍ مُريح، باﻻضافة إلى الاستماع له بإنصات خاصة عندما يكون مُنزعجاً، لأن الإنصات من أهم الأشياء التي تحسن العلاقة الزوجية، وهو أيضا سبب لتحسين الاتصال وتوطيد العلاقة بينهما، وأخيرا لا شك من وجود بعض الاختلافات البسيطة في الاهتمامات والهوايات التي يُمكن للأزواج تعلّمها لتغيير روتينهما، بشرط أن لا يكون الاختلاف بالقيم والمبادئ والشخصيّات بشكلٍ يُعيق تفاهم وانسجام الزوجين لاحقاً.
اختيار الأزاوج المُناسبين
لإختيار رفيق الحياة دور مهم في تحقيق السعادة والانسجام بين الشريكين، وبالتالي التخلص من المخاوف والشكوك حول مستقبل العلاقة ونجاحها. دون أن ننسى وجوب تحلي كل من الطرفين بالوعي والنضج الكافيين من أجل معرفة هذا القرار وأهميته وتأثيره على حياته مستقبلا، بالإضافة إلى مراعاة بعض المعايير والصفات المهمة التي سيتم ذكرها أخيرًا والتي قد تكون متوفرة في رفيق الحياة المعمول به، وهذا لا يعني الكمال المطلق، بل تحقيق الانسجام والمجاملة بينهما، إضافة إلى القدرة على تحمل مسؤولية الزواج والعمل على إنجاحه بمودة.
إقرئي أيضا : نجاح وأهمية الحياة الزوجية