الأمراض النفسية لدى الأطفال
محتويات الموضوع
يعتقد عمومًا أن حياة الأطفال والمراهقين تخلو من المشاكل، ولكن هذا ليس صحيحًا، فهناك العديد من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية. يزداد انتشار هذه الاضطرابات مع تقدم العمر، وبالتالي يواجهون مشاكل نفسية تشبه تلك التي يعاني منها البالغون، ولكن بأعراض مختلفة. سنناقش في هذا المقال الأمراض النفسية لدى الأطفال.
الأمراض النفسية لدى الأطفال
يمكن أن تحدث تغيرات خطيرة لدى الأطفال المصابين بالأمراض النفسية، وهذه التغيرات قد تؤثر على نمط تعلمهم وسلوكهم وتفاعلهم مع العواطف. بالإضافة إلى ذلك، قد يعانون من تأخر في النمو واضطرابات في العمليات العقلية وتأثر مهاراتهم الاجتماعية. هذه المشاكل قد تسبب إزعاجًا للطفل وتؤثر سلبًا على قدراته في المنزل والمدرسة وفي أي سياقات اجتماعية أخرى.
أشهر الأمراض النفسية لدى الأطفال
يوجد العديد من الأمراض النفسية لدى الأطفال ومنها:
- اضطراب السلوك التفككي: يتسم بمخالفة الأطفال للقواعد والانضباط في بيئات مثل المدرسة.
- اضطرابات الأكل: تشمل المشاكل المتعلقة بالتغذية والوزن وتعاطي الطعام بطرق غير طبيعية.
- اضطرابات الإخراج: تتضمن مشاكل في التحكم في التبول أو البراز والتي يمكن أن تسبب إزعاجاً للأطفال.
- الاضطرابات المزاجية: تشمل تغيرات في المزاج مثل الاكتئاب أو التقلبات العاطفية السريعة.
- الفصام: حالات تشوش في التفكير وتصورات ذهنية غير حقيقية.
- اضطرابات التشنج اللا إرادية: تتمثل في حركات وأصوات غير إرادية ومتكررة.
- اضطرابات القلق: يشمل الشعور المتكرر بالخوف والقلق المفرط.
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط: صعوبة في التركيز والانتباه بالإضافة إلى فرط الحركة والنشاط.
- اضطراب ما بعد الصدمة: يحدث بعد تعرض الطفل لأحداث مؤلمة مثل العنف أو الإساءة أو الكوارث.
هذه المشاكل النفسية قد تؤثر على الطفل وتسبب اضطرابًا في قدراته وتأثره في المنزل والمدرسة وفي سياقات اجتماعية أخرى.
إقرئي أيضا : علامات التوحد عند الرضيع في الشهر الثامن
أعراض الأمراض النفسية لدى الأطفال
الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية يظهرون مجموعة من العلامات والأعراض، ومن هذه العلامات:
- ضعف الأداء الدراسي.
- الشعور المستمر بالملل.
- ظهور سلوكيات للطفل تتعلق بمن هم أصغر سنًا منه وليس بنفس عمره، ومن هذه السلوكيات: التبول اللاإرادي، أو نوبات الغضب، أو التعلق بالوالدين.
- ظهور سلوكيات العدوانية.
- اتخاذ سلوكيات خطرة وعدم الاهتمام بسلامة الآخرين، مثل الركض في الشوارع أو التسلق إلى أماكن مرتفعة.
- التعبير عن المخاوف أو القلق بشكل مستمر.
- الشكاوى المتكررة من آلام في المعدة أو الصداع بدون سبب طبي معروف.
- اضطرابات النوم، سواء كان ذلك بالنوم لفترات طويلة أو قصيرة، أو تعاني من كوابيس متكررة.
- صعوبة في إقامة صداقات أو اللعب مع الأطفال الآخرين.
- الحركة المستمرة وعدم القدرة على الجلوس بسكون.
- التحقق المتكرر من الأشياء خوفًا من حدوث شيء سيء.
أود أن أشير إلى أنه يجب استشارة مختص نفسي لتقديم التقييم اللازم والعناية الملائمة للأطفال الذين يعانون من هذه الأعراض.
أسباب الأمراض النفسية لدى الأطفال
تتعدد العوامل التي تسهم في حدوث الاضطرابات النفسية، بما في ذلك العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية التي يمكن أن تؤثر على تطور الطفل. غالبًا ما يحدث ذلك نتيجة وجود توازن غير طبيعي للمواد الناقلة العصبية مثل السيروتونين والدوبامين في الدماغ، بالإضافة إلى تغيرات في نشاط مناطق معينة وانخفاض نشاط مناطق أخرى في الدماغ.
هناك اختلافات في طبيعة وشدة الاضطرابات النفسية وفقًا للجنس، حيث لوحظ أن الإناث أكثر عرضة للاضطرابات المزاجية مقارنة بالذكور. بينما يُعتبر الذكور أكثر عرضة للاضطرابات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطرابات طيف التوحد.
يجب الإشارة إلى أنه لا يمكن تحديد سبب واحد واضح للأمراض النفسية، حيث تتفاعل العوامل المختلفة مع بعضها البعض لتؤثر على صحة الطفل النفسية. ولذلك، يوصى بالتشاور مع مختص نفسي لتقديم تقييم شامل وتوجيه العناية المناسبة للأطفال المصابين بهذه الاضطرابات.
تشخيص الأمراض النفسية لدى الأطفال
عند ظهور أعراض مرتبطة بالاضطرابات النفسية لدى الطفل، من المهم استشارة طبيب أطفال نفسي للحصول على تشخيص دقيق للحالة. يقوم الطبيب عادة بإجراء اختبارات نفسية وفحوصات مخبرية أخرى لاستبعاد وجود أي مرض جسدي يمكن أن يتسبب في ظهور نفس الأعراض.
ينبغي على الطبيب أن يقوم بتقييم شامل للطفل، يشمل الملاحظات المباشرة وتقييم سجل الأعراض والتفاعلات الاجتماعية والعاطفية. قد يتطلب ذلك أيضًا المشاركة مع المدرسين وأفراد الأسرة وغيرهم من المهتمين بالرعاية والتربية اليومية للطفل.
من خلال التشخيص الدقيق، سيتمكن الطبيب من توجيه العناية الملائمة ووضع خطة علاجية متكاملة لدعم صحة الطفل النفسية. قد تشمل الخطة علاجًا دوائيًا، وجلسات علاج نفسي، ودعم عائلي. يهدف ذلك إلى تحسين جودة حياة الطفل وتعزيز تطوره الصحي والعاطفي.
علاج الأمراض النفسية لدى الأطفال
توجد العديد من الطرق المستخدمة حاليًا لعلاج الأمراض النفسية لدى الأطفال. وتتضمن هذه الطرق العلاج الوظيفي واستخدام الأدوية، بالإضافة إلى أشكال محددة من العلاج النفسي. وفيما يلي، سأذكر بعض هذه الطرق بشيء من التفصيل:
- العلاج النفسي: يُعرف أيضًا بالعلاج بالكلام أو العلاج السلوكي المعرفي. يتم استخدام هذه الطريقة لمعالجة مخاوف الأطفال عن طريق التحدث معهم من قبل الأطباء النفسيين أو أخصائيي الصحة النفسية الآخرين. يشتمل العلاج النفسي للأطفال على أنشطة اللعب، ويستخدم ألعابًا لتحفيز الطفل على التعبير عن نفسه أثناء اللعب. كما يساعد العلاج النفسي على تعليم الأطفال والمراهقين كيفية التحدث عن أفكارهم ومشاعرهم، وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى تعليمهم سلوكيات جديدة ومهارات التكيف.
- الأدوية: يمكن للطبيب أو الأخصائي النفسي وصف العديد من الأدوية كجزء من خطة العلاج. تشمل هذه الأدوية الأدوية المنشطة، ومضادات الاكتئاب، ومضادات القلق، ومضادات الذهان، ومثبتات المزاج. يقوم الطبيب بشرح المخاطر والآثار الجانبية المحتملة لكل دواء يتم وصفه.
- العلاج الإبداعي: يمكن للطبيب استخدام العلاج الإبداعي الذي يشمل الفن أو اللعب. يعتبر هذا النوع من العلاج مفيدًا للأطفال الصغار الذين يعانون من صعوبات في التواصل.
طريقة وقاية طفلك من الأمراض النفسية
لا يمكن تجنب الأمراض النفسية بشكلٍ كامل؛ حيث تنشأ نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل التي لا يمكن السيطرة عليها بشكلٍ تام. ومع ذلك، يمكن الحد من الآثار الجانبية للأمراض النفسية ومنعها من التفاقم إذا تم تشخيص المرض وعلاجه في وقت مبكر.
إقرئي أيضا : الحالة النفسية للأطفال بعد الطلاق
