ما معنى جنون الارتياب (البارانويا)؟

يعد جنون الارتياب أو ما يُعرف بالبارانويا عرضًا وليس مرضًا نفسيًّا بحد ذاته. إذ يعاني المصابون بهذا الارتياب من القلق الشديد والخوف. والأفكار المرتبطة بالتهديد والمؤامرة، والاعتقاد بأن الناس يكيدون لهم ويريدون إلحاق الأذى بهم. ويمكن أن ينشأ هذا الارتياب مع العديد من الحالات الصحية النفسية، وغالبًا ما يصاحب الاضطرابات الذهانية. ويؤثر هذا الارتياب على علاقات المصاب وأنشطة حياتهم. وعلى الرغم من أن سبب هذا الارتياب غير معروف، فإن الجينات تلعب دورًا في حدوثه. ويعتمد علاج هذا الارتياب على الحالة النفسية الأساسية للمصاب.

مُعتقدات المُصاب بجنون الارتياب

يُعاني المُصاب بجُنون الارتياب من الاعتقاد بأنّ الناس يتحدثون عنه من وراء ظهره، أو أنّه يتعرّض للمُراقبة من قبل الأشخاص أو المنظمات، سواء على الإنترنت أو في الواقِع. كما يعتقد أنّ الآخرين يحاولون استبعاده ويرونه سيئًا، ويشعر بأنّه معرّض لخطر الأذى الجسدي أو القتل في أي لحظة. ويرى المُصاب أنّ الآخرين يحاولون إزعاجه عمدًا، ويحاولون أخذ أمواله أو ممتلكاته. وقد يتدخّل الآخرون في أفعاله وأفكاره.

صفات المُصاب بجنون الارتياب

على المُصاب بجُنون الارتياب أن يواجه صعوبات في تكوين علاقات اجتماعية صحيّة، وقد يبدو غير اجتماعيًا.

• يتصرّف المصاب بشكل مشتبه به ويظهر انفعالات غير مناسبة.
• يتمسّك بأفكاره ومعتقداته بشكلٍ متطرّف ويصعب عليه تغييرها.
• يعاني من اضطرابات النّوم والأرق ويتأرجح بين الاكتئاب والقلق.
• يصعب عليه الاهتمام بالأمور اليومية والمهام المنزلية والعملية.
• يتواجد في حالةٍ دائمة من التّوتر والقلق، مما يؤثّر سلبًا على جودة حياته الشّخصية والاجتماعية.

إقرئي أيضا : الفرق بين الفصام وثنائي القطب

أسباب الإصابة بجنون الارتياب

السبب الدقيق للبارانويا ليس دقيقًا، ولكن هناك بعض العوامل المرتبطة بظهور البارانويا مثل:

• الشيخوخة: قد يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالبارانويا نتيجة للتغيرات المرتبطة بالعمر في السمع والرؤية والحواس الأخرى.
• تناول أو إيقاف بعض الأدوية: يمكن أن يساهم تناول بعض الأدوية في الإصابة بالبارانويا، ويمكن أن يؤدي إيقاف بعض الأدوية إلى الإصابة بالبارانويا.
• مشاكل وراثية: تظهر بعض الأبحاث أنه قد يكون هناك ارتباط بين بعض المشاكل الوراثية والبارانويا.
• المرور بتجارب حياتية معينة: مثل الصدمات النفسية، وإساءة معاملة الأطفال، والعزلة الاجتماعية، أو التعرض لتغيير كبير في الحياة.
• التعرض لبعض السموم: وُجد أن التعرض للهواء الملوث يزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بالبارانويا.
• الالتهابات التي يمكن أن تؤثر على الدماغ: يمكن أن يصاب الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية. بحالة ثانوية تسمى هوس فيروس نقص المناعة البشرية. والتي تشمل أعراض ذهانية مثل جنون العظمة والهلوسة السمعية أو البصرية.
• قلة النوم: قلة النوم يمكن أن تسبب الوهم والبارانويا.
• الإدمان : ادمان المخدرات و اعراض الانسحاب A8

تشخيص جنون الارتياب

يمكن أن يتم تشخيص جنون الارتياب بالاستناد إلى مجموعة من المعايير الشاملة المتعلقة بالأعراض والسِمات النفسية والسلوكية للمريض. وقد يطلب من المريض الإجابة عن أسئلة محددة تتعلق بتجاربه وأفكاره ومشاعره. وقد يتطلب الأمر أيضًا إجراء تقييمات نفسية إضافية للتأكد من التشخيص واستبعاد أي حالات نفسية أخرى. يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مشابهة الاتصال بمقدمي الرعاية الصحية المؤهلين لتقييم حالتهم وتوفير العلاج والدعم اللازمين.

علاج جنون الارتياب

يتم اختيار الدواء المناسب وتحديد الجرعة المناسبة بناءً على نوع الحالة النفسية التي يعاني منها المريض، وقد يستغرق العلاج الدوائي وقتًا قد يمتد إلى عدة أسابيع حتى يبدأ في العمل بشكل فعّال. من بين الأدوية المضادة للذهان التي تستخدم في علاج جنون الارتياب: الهالوبيريدول، الريسبيريدون، الكلوزابين، الأريبيبرازول، الأولانزابين، وغيرها.

يجب على المرضى الذين يعانون من جنون الارتياب الالتزام بالعلاج الذي وصفه لهم الطبيب. والحضور إلى المواعيد المحددة للزيارات الطبية، حتى يتمكنوا من تجاوز حالتهم وتحسين جودة حياتهم. كما ينصَح بتحسين نمط الحياة وتناول الغذاء الصحي، والمشاركة في النشاطات الاجتماعية والرياضية. والبحث عن الدعم النفسي والاجتماعي.

إقرئي أيضا : علاج متلازمة جوسكا