وضعية الجنين المقعدي

تتغير وضعية الجنين قبل الولادة مباشرة، حيث يميل الجنين عادةً ليكون وضع رأسه نحو الأسفل. ومع ذلك، قد يحدث في بعض الحالات أن يبقى الجنين في وضعية معكوسة، حيث يكون الرأس موجهًا نحو أعلى الرحم بدلاً من الأسفل. هذا الموقف غير شائع ويُعرف بوضعية الجنين المقعدي.

وضعية الجنين المقعدي

تعني وضعية الجنين المقعدي أن الطفل يكون في وضعية حيث يكون القدم أو القعب في الأسفل، بينما يتجه الرأس نحو الأعلى. وهذا الوضع يمكن أن يُعقّد عملية الولادة، حيث يفضل أن يكون الرأس في الأسفل والقدمين في الأعلى في الوضع الطبيعي. عادةً، تتحول معظم الأطفال في الأسبوع 36 من الحمل إلى وضعية معاكسة، حيث يكون الرأس في الأسفل والقدمين في الأعلى.

ومع ذلك، في حالات نادرة، يمكن أن تتغير وضعية الجنين إلى الوضعية المقعدية في الأسابيع الأخيرة من الحمل. ويحدث ذلك في حوالي 3 إلى 4 من كل 100 مولود.

أنواع وضعية الجنين المقعدي

هناك ثلاثة أنماط لوضعية الجنين المقعدي:

1. الوضعية المقعدية الصريحة: يتميز هذا النوع بتمدد أرجل الطفل أمام جسمه لتشكيل شكل حرف “V”. تكون قدماه الصغيرتين موجودتين أعلى وبالقرب من وجهه، في حين يكون مؤخرته موجهة نحو الأسفل. يكون هذا النوع من وضعيات الجنين المقعدية هو الأكثر شيوعًا.
2. الوضعية المقعدية الكاملة: يظهر الجنين في هذه الوضعية وكأنه جالس، حيث تكون أردافه قريبة من مخرج الولادة وتكون قدميه قريبتين منها أيضًا، وتبقى ركبتيه مثنيتين.
3. الوضعية المقعدية مع تمديد القدم: في هذا النمط، تُمد إحدى قدمي الجنين أو كلتيهما إلى أسفل مؤخرته. وعندما يبدأ وقت الولادة، يحاول الجنين عادةً دفع قدميه أولاً.

اقرئي أيضا : الإجهاض المحرض

أسباب وضعية الجنين المقعدي

على الرغم من عدم قدرة بعض الأطباء في بعض الحالات على تحديد سبب وضعية الجنين المقعدي، إلا أن هناك عدة أسباب محتملة وراء استمرار وضعية الجنين المقعدي حتى وقت الولادة، وتشمل هذه الأسباب:

1. الحمل بتوأم: عند وجود أكثر من جنين في الرحم، يمكن أن يكون من الصعب على أحد الأجنة تبويب رأسه للأسفل بسبب ضيق المساحة المتاحة للحركة داخل الرحم.
2. تشكيل رحم الأم: يأخذ الرحم الطبيعي شكل طفل الإجاص المقلوب، ولكن يمكن أن يختلف هذا الشكل لدى بعض النساء نتيجة تشكل نسيج ندبي بعد عمليات ولادة قيصرية سابقة أو إزالة لأورام ليفية حميدة في جدار الرحم. وبالتالي، قد يكون لدى الجنين مساحة غير كافية لتبويب نفسه بشكل صحيح قبل الولادة عندما يكون شكل الرحم غير طبيعي.
3. موقع المشيمة: في حالة وجود المشيمة في الجزء السفلي من الرحم أو تغطية فتح عنق الرحم، أو إذا كانت قريبة من جدار الرحم وتحجب المساحة في منطقة رأس الجنين، يصبح من الصعب على الجنين تبويب نفسه بشكل طبيعي.
4. حجم السائل الأمنيوسي (سائل الجنين): كمية السائل الأمنيوسي يمكن أن تلعب دوراً في وضعية الجنين، فنقص السائل يمكن أن يقيّد حركة الجنين داخل الرحم، في حين يمكن أن يجعل زيادته الجنين يتحرك بشكل أفضل ويبوّب نفسه بشكل طبيعي.
5. مشاكل في التطور الجنيني: في حالة وجود مشاكل في الجهاز العصبي المركزي أو الجهاز العضلي للجنين، يمكن أن تسهم هذه المشاكل في استمرار وضعية الجنين المقعدي في حالات نادرة. قد يؤثر أيضًا وجود حبل سري قصير على حركة الجنين ووضعيته.

عمومًا، تظل وضعية الجنين المقعدي قضية معقدة وقد تتأثر بعوامل متعددة. يجب دائمًا استشارة الطبيب المعالج لتقديم التقييم والمشورة المناسبة في حالة تشخيص وضعية الجنين المقعدي.

عوامل تزيد من حدوث وضعية الجنين المقعدي

هناك عدة عوامل تعزز من احتمالية حدوث وضعية الجنين المقعدي، وتشمل:

1. السابقة وجود حالة جنين مقعدي في ولادة سابقة.
2. الولادة المبكرة للجنين.
3. التدخين خلال فترة الحمل.
4. ارتفاع عمر الأم الحامل إلى 45 سنة أو أكثر.
5. احتمال أن يكون جنس الجنين أنثى.

كيف يمكنني التعرف على وجود طفلي في وضعية الجنين المقعدي؟

يبدأ الجنين بتحوّل وضعيته في الشهر الأخير من فترة الحمل، حيث يبدأ بتوجيه رأسه نحو الأسفل استعدادًا لعملية الولادة. وعادةً ما يحدث أن يتحول الجنين بنفسه إلى وضعية جلوس أو مقعد، وفي الأوقات المقبلة قبل الولادة يمكن أن يعاود الجنين تدريجيًا توجيه رأسه لأسفل.

يتعرّف الطبيب على وضعية الجنين عادةً أثناء فترة الثلثين الثاني والثالث من فترة الحمل، حين يقوم بإجراء فحوصات مختلفة. يضع الطبيب يديه على بطن الأم مباشرةً، بهدف تحديد مكان رأس الجنين وظهره ومؤخرته. وباستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية، يمكن للطبيب أن يؤكّد تحديد وضعية الجنين المقعدي بدقة أكبر.

تتغير وضعية الجنين خلال فترة الحمل استعدادًا للولادة، وتحديد هذه الوضعية يساهم في مراقبة صحة الجنين وضمان سير الحمل بشكل طبيعي.

كيفية التعامل مع وضعية الجنين المقعدي

قبل الولادة:

بعض الأحيان، يتمكن الأطباء من تغيير وضعية الجنين المقعدي قبل الولادة واستدارة رأسه نحو الأسفل باستخدام إجراء يُعرَف بالتحويل الرأسي الخارجي. في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بتعديل وضعية الطفل يدوياً وتطبيق ضغط على بطن الأم بهدف تغيير وضعيته، وتوجيه رأسه نحو الأسفل. تتضمن الطريقة أيضاً استخدام جهاز السونار (الألتراساوند) لرصد حركة الجنين وتحريك رأسه تدريجياً نحو الأسفل.

يجب مراعاة أن نسبة نجاح هذا الإجراء تبلغ حوالي 58%، وهي الخيار الطبي المتاح لتغيير وضعية الجنين.

بالإضافة إلى ذلك، هناك توصيات لتجربة بعض الوضعيات في المنزل قبل اللجوء إلى الإجراء السابق، وهذه التوصيات تشمل:

1. استخدام وسائد كبيرة وصلبة لرفع الوركين بارتفاع 12-30 سم عن الأرض لمدة 10-15 دقيقة، ثلاث مرات يومياً. يفضل أداء هذا على معدة فارغة عندما يكون الجنين نشيطاً لتحفيزه على الحركة.
2. ممارسة تمارين خاصة مثل حركات دائرية للحوض لتنشيط حركة الجنين. يمكن أداء بعض الحركات باستخدام قوة الجاذبية لمساعدة الجنين على التحرك وتحفيزه.
3. تجربة تغيير درجة الحرارة؛ حيث يمكن للجنين أن يستجيب لتغييرات درجة الحرارة. جربي وضع شيء بارد على أعلى بطنك حيث يكون رأس الجنين، ثم ضعي شيء دافئ (ليس ساخن) أسفل بطنك.
4. تشغيل موسيقى هادئة؛ فالأصوات الخارجية قد تحث الجنين على الحركة. يمكنك أيضاً وضع سماعات الصوت أسفل بطنك لتشغيل الموسيقى وتحفيز الحركة.

لاحظي أن هذه النصائح لا تضمن نجاح تغيير وضعية الجنين، وعند النظر في هذه الخيارات يجب استشارة الطبيب المعالج لضمان سلامة الأم والجنين.

عند الولادة:

غالبًا ما يقترح أغلب الأطباء إجراء الولادة القيصرية للأطفال الذين يكونون في وضعية الجلوس، وبخاصة الأطفال ذوي الوزن المنخفض والهياكل الجسمانية الضعيفة بالمقارنة مع أقرانهم.

شروط الولادة الطبيعية

يُحدّد الطبيب نمط الولادة المثلى، وفي حال عدم وجود أي مضاعفات، يقوم بإجراء الولادة الطبيعية للجنين في وضعية المقعد، شريطة توافر جميع الظروف التالية:

1. لا يقل عمر الجنين عن 36 أسبوعًا من فترة الحمل.
2. يتسم حجم الجنين بالطبيعي، دون أن يكون كبيرًا للغاية أو صغيرًا جدًا.
3. تمت الولادات السابقة بشكل طبيعي.
4. يكون حجم حوض الأم كافيًا للسماح بمرور الجنين بسهولة.
5. يكون وضع رأس الجنين صحيحًا وآمنًا.

اقرئي أيضا : الولادة المبكرة