أهم صفات الشخصية المازوخية وطرق التعامل معها
تتسم الشخصية المازوخية بكراهيتها لذاتها حيث تعتقد أنها ليست جديرة بالحب ولا تمتلك قيمة. وهذا الاعتقاد يجعلها أكثر عُرضة للتصرفات التدميرية والعقابية والهزيمة الذاتية. على الرغم من أن أصحاب هذه الشخصية يمتلكون القدرة على الاستمتاع ومهارات اجتماعية، إلا أنهم يتجنبون تجارب متنوعة ويسعون لتجربة المعاناة والألم في العلاقات والمواقف. يتجنبون أيضًا قبول المساعدة وقد يستفزهم تقديمها من قبل الآخرين.
صفات الشخصية المازوخية
تذكر من خصائص الشخصية المازوخية ما يلي:
- الإكثار من العمل الشاق والمهين بمفراده، وتحمّله للعبء الزائد بهدف تحقيق أهدافه، حيث يدفعه هذا السلوك إلى بذل جهد يتجاوز حدود قدراته.
- التأثر الداخلي بالإهانة وعدم التقدير الذاتي، حيث يشعر بعدم احترام ذاته وقيمته الشخصية.
- الاعتقاد بأنه مرفوض وغير محبوب من قبل الآخرين، مما يدفعه دومًا لبذل مزيد من الجهد بهدف الحصول على القبول والتقدير، ورغم ذلك يبقى يشعر بأنه غير مكتفٍ.
- صعوبة في رفض الطلبات أو الأمور غير المرغوبة، حيث يسعى دائمًا للموافقة على كل شيء والامتثال، حتى وإن شعر داخليًا بالاستياء.
- الاعتراف بقدراته المحدودة في الحياة، دون أن يتخذ أي إجراء لتحسين وضعه، ورفضه لاستقبال المساعدة من الآخرين.
- الجذب نحو العلاقات الضارة التي تتضمن الذل والألم، كونه يرى فيها وسيلة للحفاظ على شعوره بالكرامة الذاتية.
ملامح الشخصية المازوخية تظهر في تلك السمات المعقدة التي تشير إلى العلاقة بين الشعور بالألم والإرضاء الذاتي.
اقرئي أيضا : هل إيذاء النفس مرض نفسي؟
أسباب الشخصية المازوخية
تشتمل الشخصية، بشكل عام، على توليفة من الأفكار والعواطف والسلوكيات التي تميز كل فرد وتجعله فريدًا عن الآخرين. إنها الرؤية والفهم الفردي للعالم من حوله، والارتباط به، بالإضافة إلى كيفية إدراكه لنفسه. عادة، تكون الشخصية، بما في ذلك الشخصية المازوخية، متشكلة في مرحلة الطفولة، وتتأثر بعوامل عديدة منها:
- العوامل الوراثية: بوسع الخصائص الشخصية أن تُنقل من الآباء إلى الأبناء عبر آلية الوراثة، حيث يتم نقل الجينات الموروثة التي تُحمل معها تلك الصفات. تعتمد هذه الظاهرة على انتقال مجموعة معينة من المعلومات الوراثية من الجيل الأكبر إلى الجيل الأصغر. تلعب الجينات دوراً مهماً في تحديد مجموعة متنوعة من الخصائص مثل السمات الجسدية والعقلية والسلوكية. وعلى الرغم من أن هناك أيضاً تأثيرات البيئة والتجارب في تطوير شخصية الفرد، إلا أن الوراثة تسهم بشكل كبير في تشكيل منهجيات تفكيره وتفضيلاته وسماته المميزة.
- العوامل البيئية: البيئة المحيطة تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل الطابع الشخصي، حيث تمتد هذه البيئة لتشمل مجموعة من العوامل المؤثرة وتتضمن البيئة المحيطة السياق الذي نشأ فيه الفرد، بما في ذلك الثقافة والقيم والعادات التي تم تعلمها من محيطه. كما تتضمن أيضًا الأحداث الهامة التي شهدها وعاشها، حيث تكون هذه الأحداث بمثابة نقاط تحول مهمة في مسار حياته وتشكل جزءًا لا يتجزأ من هويته.
يعتقد أن اضطرابات الشخصية عمومًا تكون نتيجة لتداخل العوامل الوراثية والبيئية. فالعوامل الوراثية قد تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات الشخصية، في حين يمكن لأحداث الحياة والتجارب الشخصية أن تلعب دورًا في تطوير هذه الاضطرابات وتشكيلها بشكل فعلي.
نصائح للتعامل مع الشخصية المازوخية
فيما يلي بعض الإرشادات التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع الشخص المازوخي:
- ينبغي عليك أن تتسم بالصبر أثناء تفاعلك مع الشخص المازوخي، وتجنب إبداء انتقادات حول تصرفاته أو أفعاله التي قد تزيد من شعوره بالإحباط والاحتقار لذاته.
- تجنب محاولة فرض وجهة نظرك على الشخص المازوخي أو إجباره على اتباع ما تراه مناسبًا، فذلك قد يؤدي إلى تعزيز سلوكياته السلبية وتصرفاته المضرة.
- عليك تجنب الانزعاج عندما يصر الشخص المازوخي على تصرفاته، حاول أن تفهم أن هذا التصرف يمكن أن يكون جزءًا من طبيعته، وتجنب التفاعل بطريقة قد تؤثر سلبًا على شخصيته وتجعله يبتعد عن المجتمع لفترة.
- حاول أن تتعمق في فهم الصفات التي يتمتع بها الشخص المازوخي، فهذا يمكن أن يساعده في تطوير نفسه ونمو شخصيته.
- منح الشخص المازوخي مساحة كافية للتعبير عن آرائه واحتياجاته، وتقديم الدعم المعنوي والعاطفي اللازم دون أن يشعر بأنه مهدد بالفراق.
- شجع الشخص المازوخي على التواصل، واستمع بانفتاح إلى مشاعره وأفكاره، وأكد له أن الصفات التي يمتلكها لا تشكل عائقًا كبيرًا وأنك تقبله كما هو.
اقرئي أيضا : متى يجب علي زيارة الطبيب النفسي؟