أضرار الوحدة والانعزال عن الناس
محتويات الموضوع
بصفة عامة، يتميز الإنسان بطبيعته الاجتماعية، وهذا يعتبر مساهماً كبيراً في تحسين نوعية حياته. لذلك، يجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا لدعم وتعزيز نظم الرعاية الصحية المرتبطة بهذا الجانب، وعدم التفكير فيها على أنها أمور ثانوية. يجب علينا أيضًا توفير الرعاية الصحية اللازمة واتخاذ التدابير الوقائية للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية ومنع الحالات الصحية المرتبطة بالعزلة والوحدة. في هذا المقال، سنبحث في آثار العزلة والانعزال عن الأخرين على الصحة والعافية.
ما هي أضرار الوحدة والانعزال عن الناس؟
قام العلماء والخبراء بربط الوحدة والانعزال الاجتماعي بمجموعة من المخاطر الصحية والنفسية. يشمل ذلك ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسمنة، وضعف جهاز المناعة، والقلق، والاكتئاب، وحتى مرض الزهايمر في بعض الحالات. فيما يلي شرح لأضرار التعزل الاجتماعي وتداعياتها:
- تخلف عن وظيفة الجسم الطبيعية: الجسم والعقل مصممين للتفاعل الاجتماعي والتواصل. عندما يحدث انقطاع في هذا التواصل، يمكن أن ينجم عنه مشاكل صحية ونفسية.
- الهلوسات: يمكن أن يترافق العزل الاجتماعي مع ظهور هلوسات ترتبط بالأحداث الصادمة والتجارب العقلية الصعبة.
- تجسيد الأشياء من حوله: بعض الأشخاص المعزولين قد يحاولون التفاعل مع الأشياء من حولهم ومنحها صوتًا وشكلًا بشريًا.
- زيادة مخاطر الأمراض:العزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من مستويات التوتر وتزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، والخرف، والأمراض الأخرى.
- التفكير السلبي: الأفراد العازلين غالبًا ما ينغمسون في تفكير سلبي يتعلق بالبقاء على قيد الحياة والمخاطر المحتملة.
- زيادة التوتر والقلق: العزلة الاجتماعية يمكن أن تزيد من مستويات التوتر والقلق، خصوصًا في حالات الأزمات مثل جائحة كوفيد-19، حيث يتوجب على الأفراد الابتعاد عن الآخرين لفترات طويلة.
بهذه الطريقة، يمكننا فهم تأثير العزلة الاجتماعية على الصحة الجسدية والنفسية بشكل أفضل.
اقرئي أيضا : الفرق بين الصحة العقلية والصحة النفسية
مضاعفات الانعزال عن النّاس
باستمرار الخبراء يشير إلى الآثار السلبية على المدى البعيد المرتبطة بالوحدة والانعزال عن الناس، من هذه الآثار يمكن ذكر:
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والاضطرابات العاطفية، ومرض السكري، وغيرها من الأمراض.
- انخفاض مستويات جودة الحياة ومستوى الرفاهية، وأظهرت الدراسات ارتباط العزلة عن الناس – بالاستثناء – بزيادة معدلات الوفيات.
- حدوث اضطرابات ومشاكل في النوم.
- الإصابة بالاكتئاب ومشاكل الأرق.
- حدوث مشاكل في التغذية.
- زيادة في خطر الانتحار المحتمل.
الفرق بين الوحدة والانعزال عن النّاس
عندما قام العلماء بدراسة نتائج ومخاطر العزلة، تم تفريق بين مصطلحي “الوحدة” و”الانعزال عن الناس”، ونحن هنا سنوضح هذا التفريق:
- الانعزال عن الناس: يشير إلى نقص التواصل مع الآخرين وندرة العلاقات الاجتماعية بشكل عام.
- الوحدة: هي شعور شخصي بالعزلة، حيث يمكن للشخص أن يكون محاطًا بالناس ويشعر بالوحدة من حوله، أو العكس، حيث يمكن للشخص أن يكون معزولًا عن الآخرين ومع ذلك يكون متصالحًا مع وضعه ولا يشعر بالوحدة.
على الرغم من الاختلاف بين العزلة والوحدة، إلا أنهما مرتبطين ارتباطًا وثيقًا، حيث أظهرت الدراسات أنهما يشتركان في الأسباب والأعراض، ولهما تأثير على الفرد والمجتمع على حد سواء.
حقائق ودراسات حول أضرار الوحدة والانعزال
على الرغم من صعوبة تحديد مدى انتشار العزلة بين الأفراد، إلا أن الأدلة والبيانات تشير إلى أن العديد من الأشخاص البالغين الذين تجاوزوا سن الخمسين يعانون من مشاعر الوحدة والانعزال، مما يضعهم في خطر صحي جدي.
فيما يلي بعض الحقائق والدراسات الإحصائية التي تسلط الضوء على أضرار الوحدة والانعزال:
- يتعرض الأفراد لخطر أكبر للوفاة المبكرة بشكل ملحوظ عند تجاوزهم سن الخمسين، ويُعتبر هذا الخطر مماثلاً لمخاطر التدخين والسمنة وقلة النشاط البدني.
- يزيد الانعزال بنسبة تصل إلى 50% من خطر الإصابة بأمراض الخرف.
- يترافق الانعزال أيضًا مع زيادة بنسبة 29% في خطر الإصابة بأمراض القلب و32% في خطر السكتة الدماغية.
- ترتفع معدلات الاكتئاب والقلق وحتى حالات الانتحار بشكل ملحوظ بين الأشخاص الذين يعانون من الوحدة والانعزال.
- يزيد الانعزال خطر الوفاة بمعدل تقريبي يصل إلى أربعة أضعاف بالنسبة لمرضى قصور القلب، ويزيد أيضًا من خطر دخول المستشفى بنسبة 68% وقسم الطوارئ بنسبة 57%.
إن هذه البيانات تُظهر أهمية التفكير في تعزيز التواصل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، خصوصًا بين الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، للحفاظ على صحتهم ورفاهيتهم النفسية والجسدية.
نصائح للتغلّب على العزلة ومشاعر الوحدة
يمكن تجاوز مشاعر الوحدة وحالات العزلة عن الناس من خلال اتخاذ مجموعة من التغييرات التي تسهم في تحسين جودة حياة المريض وزيادة سعادته وصحته العامة. بالتالي، يجب التأكيد على اتباع الإرشادات التالية بأقصى درجة من الأهمية:
- انضم إلى الأماكن والمجموعات التي تشعر فيها بالمتعة والسعادة، وحاول التعرف على أشخاص جدد وبناء صداقات جديدة.
- حاول دائمًا أن تكون تفاؤليًا، فالأشخاص الذين يعانون من الوحدة غالبًا ما يميلون إلى التفكير بسلبية، لذا يجب السعي لتوقع الأفضل والتفكير بإيجابية.
- كن لطيفًا مع نفسك، وامنع اللوم الذاتي المستمر، وابحث عن طرق للعناية بنفسك من خلال ممارسة الأنشطة التي تمنحك السرور.
- ركز على بناء علاقات صداقة حقيقية تقدم الدعم والمساندة، وتشترك معك في الاهتمامات والأنشطة المشتركة.
- ادرك أهمية محاولة التغلب على العزلة ومشاعر الوحدة لتجنب تداعياتها السلبية على صحتك النفسية والجسدية.
- تعرّف على تأثيرات وأضرار العزلة والوحدة على صحتك النفسية والجسدية.
- حاول التفاعل مع العالم الحقيقي وقلل من استخدام الأجهزة النقالة ولا تجعلها الأمر الأول في حياتك.
اقرئي أيضا : أثر الاكتئاب على الأزواج