علاقة مضادات الهيستامين مع ضعف المناعة

تستخدم أدوية مضادات الهيستامين على نطاق واسع من قِبل الملايين حول العالم لتخفيف الأعراض المزعجة المرتبطة بالحساسية، الرشح، الإنفلونزا، وغيرها من الأمراض التي تؤثر على الجهاز التنفسي. ومع ظهور بعض الإشاعات التي تدّعي أن استخدام هذه الأدوية يمكن أن يضعف مناعة الجسم، خصوصًا في ظل جائحة كوفيد-19، بات الكثيرون يطرحون تساؤلات حول صحة هذه المعلومات.

هل مضادات الهيستامين تضعف المناعة؟

لا تتردد في استخدام مضادات الهستامين المناعة فليس هناك أي دليل حتى الآن يشير إلى زيادة فرص الإصابة بأمراض معينة، سواء كانت كوفيد-19 أو غيرها. يُعتبر استخدام هذه الأدوية آمنًا لغالبية الأشخاص، ولا يشكلون خطورة في الغالب.

كيف تعمل مضادات الهستامين؟

تعمل الأدوية المضادة للهيستامين، كما يشير اسمها، على تقليل تأثير الجزيء الكيميائي المعروف باسم “هيستامين”. وعندما يتعرض الجهاز المناعي لأنواع معينة من الجراثيم أو مسببات الحساسية، مثل حبوب اللقاح، يعتبرها على أنها مواد ضارة، وبالتالي يبدأ في تنشيط سلسلة من العمليات لحماية الجسم من هذه المواد.

في هذه السياق، يتم إفراز كميات كبيرة من الهيستامين، الذي يساهم في مكافحة الجراثيم وفي نفس الوقت يتسبب في ظهور أعراض مثل العطس وسيلان الأنف والحكة والتهيج وزيادة إفراز الدموع وما إلى ذلك. تتدخل الأدوية المضادة للهيستامين لتقليل هذه الأعراض عن طريق تثبيط العملية التي تؤدي إلى إطلاق الهيستامين. ومن هنا جاء اعتقاد بعض الأشخاص الخاطئ أن هذه الأدوية تؤثر سلباً على جهاز المناعة، ولكن في الواقع فإنها تهدف فقط إلى تخفيف الأعراض المرتبطة بتفاعل الجهاز المناعي مع هذه المواد المعينة.

للتوضيح، هذه الأدوية لا تؤثر على قدرة الجهاز المناعي على التصدي للعدوى بشكل عام، وإنما تستهدف تحديداً التفاعلات الناجمة عن إطلاق الهيستامين والتي تؤدي إلى الأعراض المزعجة.

إقرئي أيضا : هل تؤثر أدوية الحساسية على الدورة الشهرية؟

الآثار الجانبية لمضادات الهستامين

بعض الآثار الجانبية الشائعة لمضادات الهيستامين تتضمن:

  1. النعاس أو الدوخة (يجب تجنب قيادة المركبات أثناء استخدامها).
  2. جفاف الفم، الأنف، أو الحلق.
  3. ضبابية في الرؤية.
  4. الصداع.
  5. الإحساس بالغثيان أو عدم الارتياح.
  6. صعوبة أو ألم أثناء التبول.
  7. زيادة في الشهية والوزن.
  8. ألم في المعدة.
  9. تغيرات في العصبية وزيادة في التفاعل العاطفي في بعض الأحيان.

ما هي الأدوية التي تضعف المناعة؟

تُعرف بعض الأدوية بقدرتها على تقليل نشاط الجهاز المناعي، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض. ومن بين هذه الأدوية الشهيرة:

  1. الكورتيزون: مثل بريدنيزون أو ديكساميثازون.
  2. العلاج الكيميائي.
  3. الكولشيسين: المستخدم لعلاج النقرس وحمّى البحر الأبيض المتوسط.
  4. هيدروكسي كلوروكوين (Plaquenil): المستخدمة لعلاج الملاريا وبعض الأمراض المناعية الذاتية.
  5. سلفاسالازين: المستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب القولون التقرحي.
  6. ميثوتريكسيت: المستخدم لعلاج الأمراض المناعية الذاتية وبعد عمليات زراعة الأعضاء.
  7. سيكلوسبورين: المستخدمة بعد عمليات زراعة الأعضاء.
  8. أزاثيوبرين (Imuran): المستخدمة لعلاج الأمراض المناعية الذاتية وبعد عمليات زراعة الأعضاء.
  9. الأدوية البيولوجية: مثل أداليموماب (Adalimumab)، وإنفليكسيماب (Infliximab)، وريتوكسيماب (Rituximab) وغيرها. تُستخدم هذه الأدوية لتثبيط استجابة المناعة.

تجدر الإشارة إلى أن استخدام هذه الأدوية يتم تحت إشراف طبيب مختص، حيث يتم تقدير فوائد العلاج مقابل المخاطر المحتملة، وقد يكون من الضروري اتخاذ تدابير إضافية للحفاظ على الصحة العامة أثناء استخدامها.

نصائح لرفع المناعة

نقدم لكم مجموعة من الإرشادات المفيدة لتعزيز جهاز المناعة في الجسم وهي:

  1. اتّباع نمط غذائي متوازن يركز على تناول الخضريات والفواكه، والبروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى منتجات الألبان.
  2. الحفاظ على لياقتك البدنية من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع.
  3. ضمان نوم جيد لمدة تتراوح بين 7-9 ساعات في الليل.
  4. التخلّص الكامل من عادة التدخين.
  5. التعامل مع الوزن الزائد من خلال اتّباع استراتيجيات فعّالة لفقدان الوزن.

نأمل أن تساهم هذه الإرشادات في تعزيز صحتكم وزيادة مرونة جهاز المناعة في جسمكم.

إقرئي أيضا : مضاد الهستامين للأطفال

المراجـــع   [+]
المراجع المعتمدة
1 - What Is an Antihistamine?2 - Antihistamines3 - Six Tips to Enhance Immunity

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button