سرطان الفرج
محتويات الموضوع
يصنف سرطان الفرج على أنه نوع نادر نسبياً من الأورام السرطانية التي تنشأ في أنسجة الفرج. ويتواجد بتركيز منخفض حيث يشكل حوالي 0.6% من جميع أنواع السرطان لدى النساء. يعرف الفرج على أنه الجزء الخارجي من الأعضاء التناسلية للإناث، ويتضمن الفرج المنطقة المحيطة بفتحة المهبل. يتكون الفرج من عدة عناصر، بما في ذلك فتحة المهبل والشفرين الكبيرين الخارجيين والشفرين الصغيرين الداخليين والبظر ومرتفع عظمة العانة والعجان وفتحة مجرى البول.
أنواع سرطان الفرج
يطلق على السرطان الذي ينشأ في الفرج “سرطان الفرج الأولي”، ولكن إذا انتشرت الخلايا السرطانية من جزء آخر من الجسم إلى الفرج، فيعرف باسم “سرطان الفرج الثانوي”. وتشمل أنواع سرطان الفرج عدة تصنيفات ومن بينها:
1 – الورم الميلانيني الفرجي:
يشكل سرطان الفرج الميلانومي حوالي 5% من إجمالي حالات سرطان الفرج، ويتميز بظهور بقعة داكنة اللون نتيجة الإصابة بالخلايا الصبغية. ويوجد خطر كبير لانتشار هذا النوع من السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم. كما يمكن أن يتأثر النساء الصغيرات سنًا بشكل أكبر من النساء الكبيرات سنًا.
2 – سرطان الخلايا الحرشفية:
يعد سرطان الفرج الحرشفي الأكثر شيوعًا ويشكل حوالي 90% من جميع حالات سرطان الفرج. ويصيب هذا النوع من السرطان الطبقات الخارجية المسطحة من الجلد، حيث تعني كلمة “الحرشفي” الخلايا المسطحة التي تشبه قشور السمك. ويوجد نوع فرعي من سرطان الفرج الحرشفي يسمى “السرطان الثؤلولي”، والذي ينمو ببطء ويمكن أن يبدو مثل الثؤلول.
3 – السرطان الغدّي:
يتكوّن سرطان الفرج الغدي في الخلايا المبطّنة للغدد في الفرج، وهو يشكل نسبة قليلة جداً من سرطانات الفرج المعروفة. وتشمل أنواع هذا السرطان مايلي:
- سرطان غدة بارثولين: وينشأ هذا النوع عادة في الخلايا الموجودة في غدد بارثولين داخل فتحة المهبل مباشرةً، ويمكن أن يظهر على شكل كيس.
- مرض باجيت: هو حالة طبية نادرة يمكن أن تؤدي إلى نمو غير طبيعي للخلايا في الغدد العرقية في جلد الفرج أو الطبقة العليا من جلد الفرج. مما يمكن أن يؤدي إلى تشكل سرطان الفرج في بعض الحالات.
4 – سرطان الخلايا القاعدية:
أحد أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعا، وينشأ عادة على الجلد المعرض للشمس، ونادرا ما يظهر على الفرج.
5 – الساركوما:
تنشأ الساركوما في خلايا الأنسجة الضامة أو العضلات أو العظام، ويمكن أن تظهر في أي عمر. بما في ذلك مرحلة الطفولة، وعلى الرغم من أن معظم الأورام الساركومية خبيثة، إلا أنها نادرة.
أعراض سرطان الفرج
صحيح، قد لا يكون لدى الأشخاص المصابين بهذا السرطان أعراض واضحة في المراحل المبكرة من المرض. ولكن يمكن أن يشعر البعض بألم خفيف أو نزيف أو تغيرات في الإحساس الجنسي، وتتفاوت الأعراض والعلامات التي يمكن أن تظهر باختلاف أنواع سرطان الفرج ومراحلها. ولذلك، يجب على النساء مراجعة الطبيب بشكل منتظم لإجراء فحوصات دورية والكشف المبكر عن أي علامة مشكوك فيها.
تتضمن الأعراض الشائعة التي يمكن أن تظهر عند تطور سرطان الفرج الحرقة والألم، والتصبغات الغامقة في حالات السرطان الميلانيني. كما يمكن أن يحدث تغير موضعي في لون جلد الفرج إلى الأحمر أو الأبيض، ووجود جلد سميك في المنطقة. كما يمكن أن تتكون أورام أو كتل في الفرج تشبه الثؤلول أو الطفح الجلدي أو قرحة مفتوحة لا تلتئم.
ويمكن أن يكون هناك حكة أو حرقة في المنطقة ونزيف لا علاقة له بالحيض وطراوة في المنطقة. يمكن أيضًا أن يشعر المريض بألم في الحوض أثناء ممارسة الجنس أو التبول. ووجود نتوءات غير طبيعية ذات لون أحمر أو وردي أو أبيض ذات ملمس خشن أو سميك، وتغيير في شكل الجلد. يمكن أيضًا أن يحدث إفرازات مهبلية غير اعتيادية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأعراض يمكن أن تشير أيضًا إلى حالات أخرى، لذا يجب استشارة الطبيب إذا لاحظت أي مشاكل.
إقرئي أيضا : الفطريات المهبلية
أسباب سرطان الفرج
رغم عدم تحديد الأسباب الدقيقة لسرطان الفرج، فإنه يحدث بشكل عام عندما تخرج عملية انقسام ونمو الخلايا عن السيطرة الطبيعية وتبدأ في تكوين كتل من الأنسجة أو الأورام الخبيثة التي يمكن أن تمتد إلى أجزاء أخرى من الجسم. يمكن لهذه الأورام أن تنمو وتؤثر على وظائف الجسم. يمكن تمييز الأورام الحميدة التي تكون غير خطيرة عن الأورام الخبيثة التي يُمكن أن تنتشر وتسبب الكثير من الضرر. في الأورام الحميدة، تبقى الخلايا في مكانها ولا تنتشر، بينما يمكن للأورام الخبيثة أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم وتسبب مشاكل أكبر.
يتكون الورم الخبيث عندما:
- يسمح للخلية السرطانية بالانتقال عبر الجسم من خلال الدم أو الجهاز اللمفاوي، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة السليمة من خلال عملية تسمى الغزو.
- انقسام الخلايا ونموها من خلال عملية تسمى تولد الأوعية، والتي تجعل الأوعية الدموية الجديدة تغذي نفسها.
يمكن للسرطان أن ينمو وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم دون علاج، ويتم تسميته في هذه الحالة بورم خبيث. وإذا انتقل إلى الجهاز اللمفاوي، فيمكنه الوصول إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الأعضاء الحيوية. ويجب الإشارة إلى أن نحو نصف حالات سرطان الخلايا الحرشفية في الفرج يسببه فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، خاصة عند النساء الأصغر سنا، في حين يرتبط النصف الآخر بحالة جلدية مزمنة تسمى الحزاز المتصلب.
تشخيص سرطان الفرج
يشمل تشخيص سرطان الفرج الإجراءات التالية:
- أخذ التاريخ الطبي: يطلب منك الطبيب إعطاء تفاصيل صحيّتك العامّة وأيّة أمراض أو أعراض تشعر بها.
- فحص الحوض: يفحص الطبيب المنطقة الفرجيّة بحثًا عن علامات السرطان، بما في ذلك الرحم، والمهبل، والمبايض، والمثانة، والمستقيم.
- تنظير المهبل: يستخدم منظار المهبل لفحص المناطق التي قد تشكو من مشاكل في المهبل والفرج وعنق الرحم، وهو ما يعرف بتنظير الفرج أيضًا.
- أخذ خزعة: يقوم الطبيب بأخذ عينة صغيرة من الأنسجة إذا وجد تقرح أو كتلة مشبوهة، ويتم فحصها تحت المجهر.
- اختبارات التصوير: يتم إجراء اختبارات تصويرية مفصلة للجسم لتشخيص السرطان أو معرفة مدى انتشاره، وتشمل الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) والتصوير بالرنين المغناطيسي.
علاج سرطان الفرج
تتضمن خيارات العلاج الرئيسية لسرطان الفرج ما يلي:
1 – العلاج البيولوجي:
يعتمد العلاج البيولوجي على استخدام مواد مثل الأجسام المضادة واللقاحات والخلايا الجذعية لمساعدة الجسم على محاربة السرطان، ويمكن استخدامه في مجموعة متنوعة من الأورام بما في ذلك سرطان الفرج. يستخدم كريم إيميكويمود لعلاج تحليلات الفرج الحليمية والتي تعتبر مرحلة مبكرة من سرطان الفرج.
علاوة على ذلك، يجب أخذ الحيطة والحذر لأن 24% من حالات سرطان الفرج يمكن أن تتكرر بعد العلاج. لذلك، ينصح بإجراء فحص دوري بانتظام للتأكد من عدم تكرار السرطان ومتابعة الحالة بشكل دوري.
2 – العلاج الكيماوي:
يستخدم العلاج الكيماوي عادة في علاج الأورام الخبيثة، ويتم ذلك عن طريق إدخال المواد الكيميائية المضادة للسرطان إلى الدورة الدموية ليتم نقلها إلى كل أجزاء الجسم لاستهداف الخلايا السرطانية وقتلها. ويستخدم العلاج الكيميائي موضعيًا في بعض الأحيان لعلاج السرطانات الخارجية في مناطق محددة من الجسم، مثل الجلد والمهبل والمثانة. ويختلف نوع العلاج الكيميائي المستخدم وكيفية تطبيقه بين مرضى السرطان حسب نوع السرطان ومرحلته وحالة المريض.
3 – العلاج الإشعاعي:
يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية باستخدام أشعة سينية عالية الطاقة أو أنواع أخرى من الإشعاع. ويتم تقديم العلاج الإشعاعي عبر الطرق الآتية:
1 – العلاج الإشعاعي الخارجي: ويتم ذلك باستخدام آلة لتوصيل الإشعاع عبر جلد المريض إلى الموقع المستهدف للسرطان.
2 – العلاج الإشعاعي الداخلي: ويتم ذلك عن طريق إدخال مادة مشعة عبر الإبر أو القسطرة الموضوعة مباشرة في السرطان أو بالقرب منه.
ويتم اختيار طريقة تقديم العلاج الإشعاعي حسب نوع ومرحلة سرطان الفرج الذي يتم علاجه.
4 – الجراحة:
تعد الجراحة الطريقة الرئيسية لعلاج سرطان الفرج، إذ تهدف إلى إزالة كلّ الأنسجة السرطانية دون التأثير على الوظائف الجسدية والجنسية للفرد. وفي حالة التشخيص المبكر للسرطان، يتم إجراء جراحة محدودة، أما إذا تقدّم المرض وانتشر إلى الأعضاء المجاورة، مثل المجرى البولي أو المهبل أو المستقيم، فتصبح الجراحة أكثر شمولية.
الوقاية من سرطان الفرج
يمكن اتخاذ تدابير وإجراءات لتقليل خطر الإصابة بسرطان الفرج، منها:
- ممارسة الجماع الآمن واستخدام الواقي الذكري للوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الفرج.
- الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذي يمكن أن يساعد في الوقاية من الثآليل التناسلية وأنواع عديدة من السرطان، بما في ذلك سرطان الفرج.
- تجنب التدخين، حيث أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان بما في ذلك سرطان الفرج.
- الخضوع للفحوص الطبية بانتظام، ومن ضمنها الفحص البدني السنوي واختبارات مسحة عنق الرحم، واستشارة الطبيب في حال وجود أي مشكلة أو أعراض غير طبيعية.
- يجب على النساء الاهتمام بمراجعة الطبيب في حال ظهور أي أعراض مرتبطة بسرطان الفرج، حيث أنه لا يوجد فحص معياري لهذا النوع من السرطان.
إقرئي أيضا : سرطان عنق الرحم