طرق التعامل مع الطفل الكذاب
محتويات الموضوع
يتباين سبب تصرف الأطفال في الكذب في مختلف المواقف التي يجدون أنفسهم فيها. ولذلك يجب التعامل مع هذا السلوك بطريقة متعددة الجوانب. يُمكن التعامل مع هذا الأمر عن طريق معرفة الأسباب والعمل على حلها بشكل تدريجي، ولكن في حين لم يتم التخلص من هذا السلوك بعد. فهناك طرق متعددة للتعامل معه.
طرق التعامل مع الطفل الكذاب
1 – الرد على الكذب بالحقيقة:
يمكن أن يكون التعامل مع الطفل الكاذب بعقلانية كبيرة هو الأسلوب الأنسب لتغيير هذا السلوك. ومن الطرق التي يمكن استخدامها في هذا الصدد هي تعديل المواقف الكاذبة التي يذكرها الطفل واستبدالها بمواقف حقيقية مقابلة لها. ويمكن تكرار ذكر هذه المواقف الحقيقية والإصرار على سماع الطفل لها، حتى يتمكن من تصحيح مفاهيمه الخاطئة وعدم التمادي في سلوك الكذب.
2 – تطبيق مفهوم القدوة:
الطفل يتأثر بسلوك الأشخاص المحيطين به وينظر إليهم كنموذج يحتذي به في تصرفاته، لذلك يجب على الأشخاص الذين يتعاملون مع الطفل أن يكونوا صادقين دائماً في ذكر المواقف. وتأكيد على ذكرها بصورتها الحقيقية أمام الطفل. هذا النوع من التعامل يساعد في تربية الطفل على السلوك الصادق والإيجابي. كما يساعد على تطوير شخصية الطفل بشكل إيجابي وتعزيز قيم النزاهة والأمانة في حياته.
3 – تصحيح سلوك الطفل:
يمكن بناء ثقة الطفل الكاذب عند محاولته الحديث، بغض النظر عن سلوكه وطريقة حديثه. عن طريق إظهار الدعم والتشجيع له، والتأكيد على أنّه يمكنه الحديث بكل صراحة دون أن يخاف من العواقب. يجب على المحيطين به أن يبدوا مفتوحين لاستماع الطفل وعدم الانزعاج من حديثه، حتى يشعر بالراحة والأمان. عندما يتحدث الطفل بالحقيقة، يجب تأكيد وتقدير شجاعته وصدقه، وتشجيعه على الاستمرار في الحديث بالصدق. من خلال هذا النوع من التعامل، يتم بناء ثقة الطفل بنفسه وبالأشخاص المحيطين به، ويتم تعزيز القيم الإيجابية في شخصيته.
إقرئي أيضا : علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه
4 – الحديث عن موضوع الكذب:
هذه الأساليب التي تستخدم لتعديل سلوك الطفل الكاذب تعتبر فعالة، حيث تساعد الطفل على فهم أهمية الصدق والحقيقة في حياته وفي علاقاته مع الآخرين. كما أنها تساعد الطفل على التعامل بشكل أفضل مع مشاكل الحياة وتقليل التوتر والضغوطات النفسية. حيث أن الصدق يخلق جوًا من الثقة والتفاهم والتعاون بين الأشخاص، وبالتالي يُسهل الحياة اليومية ويُحسِّن العلاقات الاجتماعية.
5 – الامتناع عن الحديث مع الطفل في حالة الكذب:
من المهم تفادي الغضب والتصرفات العدوانية مع الطفل الكاذب، حيث يمكن أن تساعد الردود العاطفية المناسبة على تعلم الطفل الكاذب لتقبّل الحقيقة، وتحريكه لتغيير سلوكه. كما يمكن استخدام تقنية “التصميم الإيجابي”، حيث يُمكن تحويل انتباه الطفل عن سلوكه الكاذب إلى ما هو إيجابي، ومكافأته عندما يتحلى بالصدق في سلوكه، مما يشجع الطفل على الالتزام بالصدق في المستقبل.
سبب الكذب لدى الطفل
قد تكون أسباب الكذب عند الطفل عديدة ومختلفة، وتختلف باختلاف الأطفال وظروفهم الشخصية والاجتماعية، ولكن بعض الأسباب المحتملة تشمل:
1 – تجنب المسؤولية:
يمكن أن يكون السبب وراء سلوك الكذب عند الأطفال هو رغبتهم في الانتباه أو الاعتراف بمواهبهم أو إنجازاتهم. ويمكن مساعدتهم على تحقيق هذه الرغبات بطرق أخرى إيجابية. على سبيل المثال، يمكن تشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الرياضية أو الفنية أو الثقافية التي تساعدهم على التعبير عن أنفسهم بشكل صحي وإيجابي، وتحسين ثقتهم بأنفسهم وبالمهارات التي يمتلكونها. كما يمكن تحفيزهم على إظهار الأمانة والصدق في حياتهم اليومية، وتقديم المكافآت والتقدير عندما يتصرفون بطريقة صادقة ومسؤولة.
2 – الثرثرة والتفاخر:
هذا يدعو إلى أهمية بناء الثقة بالذات لدى الأطفال وتعزيزها، وذلك من خلال إشادة الطفل بالإنجازات الإيجابية وإظهار التقدير والاهتمام بما يهتم به ويحبه، كما يمكن العمل على تنمية مهاراتهم واكتشاف مواهبهم وتعزيزها، والاهتمام بالعلاقات الاجتماعية الإيجابية التي تساعد على بناء الثقة بالذات وتحسين الصورة الذاتية لدى الأطفال. ويجب أن يتم التعامل مع الأطفال الكاذبين بحرص وتفهم، وإظهار الاهتمام بمشاعرهم ومحاولة فهم الأسباب التي تدفعهم للاحتيال، وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة والمناسبة للتعامل مع المواقف الصعبة والتعبير عن مشاعرهم بشكل صحيح ومناسب.
3 – الأكاذيب الخيالية:
يعتاد العديد من الأطفال في المرحلة العمريّة ما قبل المدرسة على تخيل مواقف وأحداث تتجاوز الواقعية، فقد يدّعي بأنه سافر إلى القمر في الليلة الماضية. ويُمكن التعامل مع هذه المواقف بسؤال بسيط مثل: “هل كان هذا بالحلم أم حقيقة؟”، وترك المجال للطفل للإجابة، فهذا يُنبّههم لأهمية الصدق.
إقرئي أيضا : قلق الانفصال عند الأطفال
